جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِيَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (86)

{ أَلَمْ يَرَوْا } ألم ينظروا ويتفكروا ؟ { أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ } بالقرار والنوم ، { وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا } في نصب مبصرا بالحال مبالغة ، فإن ما هو حال لأهلك جعله من أحواله يعني : لو تأملوا لعلموا كمال قدرته ولطفه على خلقه ، فما أنكروا الحشر وشكروا نعمه فما أشركوا به ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{[3812]} } فإنهم المتأملون في مثل تلك الآيات ،


[3812]:فإنهم لو تأملوا لعلموا كمال قدرته ولطفه على خلقه وأن النوم كالموت، والنهار كالبعث، فما أمكروا البعث وما أشركوا، ولما ذكر هذا الحشر الخاص هو كالدليل علي الحشر العام أعقبه بالحشر العام، فقال: {ويوم ينفخ في الصور} الآية /12 وجيز.