بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِيَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (86)

ثم وعظ كفار مكة فقال : { أَلَمْ يَرَوْاْ } يعني : ألم يعتبروا { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا الليل لِيَسْكُنُواْ فِيهِ } يعني : مضيئاً ، وأضاف الفعل إلى النهار ، لأن الكلام يخرج مخرج الفاعل ، إذا كان هو سبباً للفعل . كما قال : { وَقَالَ الذين استضعفوا لِلَّذِينَ استكبروا بَلْ مَكْرُ الليل والنهار إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بالله وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ الندامة لَمَّا رَأَوُاْ العذاب وَجَعَلْنَا الأغلال فى أَعْنَاقِ الذين كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ سبأ : 33 ] { إِنَّ فِى ذلك لآيات لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } أي : فيما ذكر من الليل والنهار ، لعبرات لقوم يصدقون بتوحيد الله تعالى .