جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (64)

{ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } الكفرة وإن أنكروا الإعادة ، لكن كانت مبينة بالحجج الواضحة فهي ثابتة ، { وَمَن{[3790]} يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ } بأسباب سماوية وأرضية ، { أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ } يفعل ذلك ، { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ{[3791]} } على أن مع الله إلها آخر ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ، في دعواكم ،


[3790]:ولما كان إنعام الإيجاد لا يتم إلا بالرزق قال: {ومن يرزقكم من السماء والأرض} الآية /12 وجيز.
[3791]:هذا يدل على أنه لا بد في الدعوى من البرهان، وعلى فساد التقليد، ولما بين أنه المختص بالقدرة، أخد يبين أنه مختص بعلم الغيب، وإذا ثبت ذلك ثبت أنه هو الإله المعبود، لأن الإله هو الذي يصح منه مجازاة من يستحق الثواب على وجه لا يلتبس بأهل العقاب، فقال: {قل لا يعلم} الآية /12 كبير.