ثم إنه تعالى لما خوّفهم بأحوال القيامة ذكر كلاماً يصلح أن يكون دليلاً على التوحيد وعلى الحشر وعلى النبوة ، مبالغة في الإرشاد إلى الإيمان والمنع من الكفر ، فقال :
{ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا الليل لِيَسْكُنُواْ فِيهِ والنهار مُبْصِراً }{[39541]} مضيئاً يبصر فيه . قوله : «لِيَسْكُنُوا فِيهِ » قيل : فيه حذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول ، إذ التقدير : جعلنا الليل مظلما ليسكنوا فيه ، والنهار مبصرا ليتصرفوا فيه ، فحذف «مظلماً » لدلالة «مبصراً » و «لتتصرفوا » لدلالة «ليسكنوا »{[39542]} . وقوله : «مُبْصِراً » كقوله : { آيَةَ النهار مُبْصِرَةً } [ الإسراء : 12 ] ، وتقدم تحقيقه في الإسراء{[39543]} ، قال الزمخشري : فإن قلت : ما للتقايل لم يراع في قوله : «لِيَسْكُنُوا » و «مُبْصِرَةٌ » حيث كان أحدهما علة{[39544]} ، والآخر حالاً ؟ قلت : هو مراعى من حيث المعنى وهكذا النظم المطبوع غير المتكلف{[39545]} يريد لم لا قال : والنهار لتتصرفوا فيها ، وأجاب{[39546]} غيره{[39547]} بأن السكون في الليل هو المقصود ( من الليل وأما الإبصار في النهار فليس هو المقصود ){[39548]} لأنه وسيلة إلى جلب المنافع الدينية والدنيوية . {[39549]} { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يصدقون فيعتبرون ، وخص المؤمنين بالذكر - وإن كانت الأدلة للكل - لأن المؤمنين هم المنتفعون{[39550]} ، كقوله : { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [ البقرة : 2 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.