جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ} (8)

{ ربنا لا تُزِغ قلوبنا } : من مقال الراسخين أي : لا تملها عن الحق إلى اتباع لمتشابه بتأويل غير مراد الله . { بعد إذ هديتنا } : إلى الإيمان بالمحكم ، والمتشابه . { وهب لنا من لدنك رحمة } تثبت بها قلوبنا { إنك أنت الوهّاب{[614]} } : لكل سؤل .


[614]:أخرج الهروي في ذم الكلام عن الإمام الشافعي قال: حكمي في أهل الكلام حكم عمر في ضبيع [كذا في الأصل، والذي في تفسير القرطبي والقاموس (صبغ) صبيغ] أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام. وأخرج الدارمي عن عمر بن الخطاب قال: (إنه سيأتيكم ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخنسوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله، وأخرج نصر المقدسي في الحجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القرآن هذا ينزع بآية، وهذا ينزع بآية فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: (ألهذا خلقتم أم بهذا أمرتم؟، أن تضربوا كتاب الله بعضا ببعض! انظروا ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فانتهوا). وأخرج ابن الضريس ونصر المقدسي في الحجة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نزل القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر ما عرفتم فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)/12 در منثور [ذكره الحافظ ابن كثير في (التفسير) (1/348) من طريق أبي يعلى الموصلي وقال: (إسناد صحيح ولكن فيه علة بسبب قول الراوي لا أعلمه إلا عن أبي هريرة).