{ هو الذي أنزل عليك الكتاب } القرآن { منه آيات محكمات }{[603]} واضحات الدلالة { هنّ أمّ الكتاب{[604]} } أصله يرد إليها{[605]} غيرها ، وهن ناسخ القرآن ، وحلاله ، وحرامه ، وحدوده ، وفرائضه " {[606]} وما يؤمن به ، ويعمل به أو قوله : ( قل تعالوا ) ( آل عمران : 21 ) ، والآيتان بعدها ، وقوله : ( وقضى ربك ) ( الإسراء : 23 ) ، إلى ثلاث آيات بعدها ، والآيات كلها في تكاملها كآية{[607]} واحدة ، أو كل واحدة منهن أم الكتاب .
{ وأُخر متشابهات } فيها اشتباه في الدلالة لكثير من الناس إلا للمهرة من العلماء ، وبهذا يظهر فضلهم ، وهن المنسوخة ، والمقدم والمؤخر منه ، والأمثال والأقسام ، وما يؤمن به ولا يعمل به ، أو الحروف التي في أوائل السور{[608]} { فأما الذين في قلوبهم زَيغ } عدول عن الحق ، كاليهود ، وقالت : الحروف المقطعة بيان مدة أجل هذه الأمة { فيتّبعون ما تشابه منه } يتعلقون به لينزلوه على مقاصدهم الفاسدة ، وأما المحكم فتركوه لأنه لا نصيب لهم فيه . { ابتغاء الفتنة } : الإضلال . { وابتغاء تأويله } على ما يشتهونه أو بطلب{[609]} حقيقته وما يئول أمره إليه . { وما يعلم تأويله{[610]} } أي ما هو الحق ، أو حقيقته . { إلا الله{[611]} والرّاسخون{[612]} في العلم } اختلفوا في الوقف على ( الله ) عند أكثر السلف أن تأويل بعض الآيات لا يعلمه أحد إلا الله ، ومن القراء من يقف على قوله : ( والرّاسخون في العلم ) ، وهو قول مجاهد وربيع بن أنس ، وروى عن ابن عباس أنه قال : أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله . { يقولون آمنا به } خبر الراسخون إن جعلته مبتدأ ، وإلا فهو استئناف أو حال . { كلٌّ } : من المتشابه ، والمحكم . { من عند ربنا وما يذّكّر إلا أولو الألباب } وما يتعظ بالقرآن ولا يفهمه إلا ذوو العقول السليمة ، وفي الحديث{[613]} حين سئل عن الراسخين : ( من برت يمينه وصدق لسانه ، واستقام قلبه ، ومن عف بطنه وفرجه فذلك من الراسخين في العلم ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.