جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا} (9)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ{[4059]} } يعني الأحزاب لما اجتمع المشركون وأهل الكتاب كيد واحدة لعداوة المؤمنين أمر عليه السلام بحفر الخندق بشورى سلمان فنزلوا وحاصروا المدينة قريبا من شهر ، { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا } أي الصبا ، { وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا } : من الملائكة أرسل تعالى بعد مدة من المحاصرة في ليلة مظلمة باردة ريحا صرصرا فنسفت التراب ، في وجوههم وأطفأت نيرانهم ، وقلعت خيامهم فماجت خيولهم بعضها ببعض فقذف في قلوبهم الرعب وكبرت الملائكة في جوانبهم فارتحلوا خائفين خائبين ، { وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } : من حفر الخندق ، { بَصِيرًا }


[4059]:أي: إنعام الله عليكم وقت مجيء الجنود، وذلك في غزوة الأحزاب حين اجتمع المشركون من قريش وأهل الكتاب كيد واحدة، وهم نحو من خمسة عشر ألفا وجاءوا إلى المدينة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق بشورى سلمان، وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا، وهم كانوا ثلاثة آلاف، فالخندق اثنا عشر ألف ذراع، فنزل الأحزاب خلف الخندق، وزعمهم أنهم لا يرجعون وقد بقي للإسلام باقية، ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم إلا الترامي بالنبل والحجارة، وظهر نفاق المنافقين واشتد الخوف على المؤمنين وتفصيل الحاكية مسطور في السير /12 وجيز.