جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (8)

{ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } أي : فعلنا ذلك ليسأل الله الذين صدقوا عهدهم من الأنبياء عن تبليغهم تبكيتا للكفار وقيل عن تصديقهم إياهم ، { وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا{[4058]} أَلِيمًا } ، عطف على ما دل عليه ليسأل كأنه قال فأثاب المؤمنين وأعد للكافرين .


[4058]:والحاصل أنه أخذ المواثيق على الأنبياء في التبليغ، لكن جعل من يبلغ إليه فرقتين فرقة يسألها عن صدقها فيجيب بأنا صدقنا الله في أمره ونهيه ويثيبها على ذلك، وفرقة كفرت فينالها ما أعد لها من العذاب، لما أمر نبيه في أول السورة بالتوكل على الله في دفع المعاندين، وما وقع في البين إلى هذه الآيات من متفرعات التوكل كما أشرنا إليه، ذكر من نعمه ما هو محض حماية الله وعنايته ليرى فائدة التوكل فيزيد وثوقه فقال: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله} /12 وجيز.