قوله تعالى : { يا أيها الذين آمَنُوا اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ . . . } الآية وهذا تحقيق لما سبق من الأمر بتقوى الله بحيث لا يبقى معه خوف من أحد وذلك حين حُوصِرَ المسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام الخَنْدَق ، واجتمع الأحزاب واشتد الأمر على الأصحاب حيث اجتمع المشركون بأسرهم واليهود بأجمعهم ، ونزلوا على المدينة وعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - الخَنْدَق وكان الأمر في غاية الشدة والخوف بالغاً إلى الغاية والله دفع القوم عنهم من غير قتال وآمَنَهُمْ من الخوف فينبغي أن لا يخاف العبدُ غَيْرَ ربه فإنه القادر{[43160]} على كل الممكنات فكان قادراً على أن يقهر المسلمين بالكفار مع أنهم ضعفاء كما قهر الكافرين بالمؤمنين مع قوتهم وشوكتهم .
قوله : «إذْ جَاءَتْكُمْ » يجوز أن يكون منصوباً «بنعمة » أي النعمة الواقعة في ذلك الوقت ، ويجوز أن يكون منصوباً باذْكُرُوا على أن يكون بدلاً من «نعمة » بدل اشتمال{[43161]} ، والمراد بالجنود الأحزاب وهم قريش وغَطفَان ، ويهود قُرَيْظَةَ والنَّضِير { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً }{[43162]} وهي الصَّبَا ، قال عكرمة : قالت الجنوب للشمال ليلة الأحزاب : انطلقي بنصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت الشمالُ إن الحرَّة لا تَسْرِي بالليل فكانت الريح التي أرسلت عليهم الصبا وروى مجاهد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «قال : «نُصِرتُ بالصَّبَا وأهلكَتْ عَادٌ بالدَّبورِ »{[43163]} .
قوله : { وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا } قرأ الحسن بفتح الجيم ، والعامة بضمها{[43164]} ، و «جُنُوداً » عطفاً على «ريحاً » و «لَمْ تروها » صفة لهم ، وروي عن أبي عمرو ، وأبي بكر «لم يَرَوْهَا »{[43165]} بياء الغيبة ، وهم الملائكة ولم تقاتل الملائكة يومئذ فبعث الله عليهم تلك الليلة ريحاً باردة فقلعت الأوتاد وقطعت أطناب الفَسَاطِيطِ{[43166]} وأطفأت النيرانَ وأَكْفَأت القُدُورَ{[43167]} ، وجالت الخيل بعضها في بعض وكثر تكبير الملائكة في جوانب عسكرهم حتى كان سيد كل حي يقول : يا بني فلان هَلُمَّ إليَّ فإذا اجتمعوا عنده قال : النَّجَا النَّجَا أتيتم لما بعث الله عليهم من الرعب فانهزموا من غير قتال{[43168]} . { وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } وهذا إشارة إلى أن الله علم التجاءكم إليه وجاءكم{[43169]} فضله فنصركم على الأعداء عند الاستعداد والقصة مشهورة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.