وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمَنُوا اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ } [ الأحزاب : 9 ] إلى قوله تعالى : { يا أيها النبي قُل لأزواجك } [ الأحزاب : 28 ] نزلتْ في شأنِ غزوةِ الخندقِ ، وما اتَّصَلَ بها مِن أمر بني قُرَيْظَةَ ، وذلك أن رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم أجلى بَنِي النَّضِيرِ مِنْ مَوْضِعِهِمْ عِنْدَ المَدِينَةِ إلى خَيْبَر ، فاجْتَمَعَتْ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ ، وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ اليَهُودِ ، وَخَرَجُوا إلى مَكَّةَ مُسْتَنْهِضِينَ قُرَيْشاً إلى حَرْبِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَسَّرُوهُمْ على ذَلِكَ ، وَأَزْمَعَتْ قُرَيْشُ السَّيْرَ إلَى المَدِينَةِ ، وَنَهَضَ اليَهُودُ إلى غَطَفَانَ ، وبَنِي أَسَدٍ ، وَمَنْ أَمْكَنَهُمْ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ وتِهَامَةَ ، فاستنفروهم إلى ذَلِكَ وَتَحَزَّبُوا وَسَارُوا إلَى المَدِينَةِ ، واتصل خَبَرُهُمْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَحَفَرَ الخَنْدَقَ حَوْلَ المَدِينَةِ ، وَحَصَّنَهَا ، فَوَرَدَتِ الأحْزَابُ ، وحَصَرُوا المدينةَ ، وذلك في شَوَّال سنة خمسٍ ، وقيل : أرْبَعٍ مِن الهجرةِ ، وكانت قريظة قَدْ عَاهَدُوا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وعَاقدوه أَلاَّ يَلْحَقَهُ منهم ضَرَرٌ ، فلمَّا تمكَّن ذلك الحِصَارُ ، ودَاخَلَهم بَنُو النضيرِ غَدَرُوا رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم وَنَقَضُوا عهده ، وضاق الحال على المؤمنين ، ونَجَمَ النفاقُ وساءَت ظُنُون قَوْمٍ ، ورسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم مع ذلك يُبَشِّرُ وَيَعِدُ النَّصْرَ ، فألقَى اللّه عز وجل الرُّعْبَ في قُلوب الكافرينَ ، وتخاذلوا ويَئِسوا من الظَّفْرِ ، وأرسل اللّه عليهم ريحاً وهي الصَّبَا ، وملائكةً تُسَدِّدُ الرِّيحَ ، وتفعل نحو فعلها ، وتُلْقِي الرُّعْبَ في قلوب الكفرةِ ، وهي الجنودُ التي لَم تُرَ ، فارتَحَلَ الكَفَرَةُ وانقلبوا خائبين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.