الآية 9 وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها } كأنه يقول ، والله أعلم : اشكروا ما أنعم الله عليكم ، وأحسنوا صحبة نعمه في النصر لكم والدفع عنكم .
ثم الأمر في تذكير ما أنعم عليهم [ فيه ]( {[16507]} ) وجوه من الحكمة والدلالة :
أحدها : تذكير لنا في مقاساة أولئك السلف والصحابة( {[16508]} ) وعظيم ما امتحنوا في أمر الدين [ حتى بلّغوا الدين ]( {[16509]} ) إلينا لكي لا نضيّعه نحن ، بل يلزمنا أن نحفظه ، ونتمسك به ، ونتحمل /424-ب/ فيه كما تحمل أولئك .
والثاني : فيه آية لهم ؛ وذلك أنهم كانوا جميعا هم وأعداؤهم ، فجاءتهم الريح والملائكة ، فأهلكتهم دون المؤمنين . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نصرت بالصبا وأهلك عاد بالدبور ) [ البخاري 3205 ] وذلك آية عظيمة .
والثالث : يذكرهم ما آتاهم من الغوث عند إياسهم من أنفسهم وإشرافهم على الهلاك وخروج أنفسهم من أيديهم لأن العدو قد أحاطوا بهم . قال : { إذ جاءكم من فوقكم ومن أسفل منكم } وبلغ أمرهم وحالهم ما ذكر حتى( {[16510]} ) قال { وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر } الآية [ الأحزاب : 10 ] .
[ ويحتمل ]( {[16511]} ) أن يذكر لما كان منهم من العهد والميثاق ألا يولّوا الأدبار ، ولا يهربوا كقوله : { ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الأدبار } الآية [ الأحزاب : 15 ] .
يذكّرهم عظيم نعمه التي كانت عليهم في النصر لهم على عدوهم والدفع عنهم وحالهم ما ذكر في الآية .
وذلك كان يوم الخندق [ إذ تحزّب الأعداء على ]( {[16512]} ) المؤمنين في ثلاثة أمكنة ، يقاتلونهم من كل وجه شهرا ، فبعث الله عليهم بالليل ريحا باردة ، وبعث الملائكة ، فغلبتهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وكان الله بما تعملون بصيرا } يذكر أنه لا عن غفلة وسهو ترككم هنالك حتى أحاط بكم العدو ، ولكن أراد أن يمتحنكم محنة عظيمة ، أو يقول : إنه بصير عليم ، فيجزيكم جزاء عملكم وصبركم على ذلك ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.