جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا فَهُمۡ عَلَىٰ بَيِّنَتٖ مِّنۡهُۚ بَلۡ إِن يَعِدُ ٱلظَّـٰلِمُونَ بَعۡضُهُم بَعۡضًا إِلَّا غُرُورًا} (40)

{ قل أرأيتم{[4218]} شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني } ، بدل من أرأيتم أو تأكيد أرأيتم لأنه بمعنى أخبروني عن شركائكم ، { ماذا خلقوا من الأرض } : هل استبدوا بخلق شيء حتى استحقوا العبادة ؟ ! { أم لهم شرك في السماوات } : شركة مع الله في خلقها ، { أم آتيناهم } أي : الأصنام أو المشركين ، { كتابا } : بأنهم شركائي ، { فهم على بينة } : حجة واضحة ، { منه } : من ذاك{[4219]} الكتاب ، والظاهر أنه للترقي فإن الاستبداد بخلق جزء من الأرض أقل دلالة من أن يكونوا شركاء في خلق السماوات ، ثم إيتاء كتاب من الله أدل وأدل ، وأم منقطعة ، { بل إن يعد الظالمون بعضهم } ، بدل من ''الظالمون'' ، { بعضا إلا غرورا } ، فإن الأخلاف والأتباع اعتمدوا على قول الرؤساء والأسلاف بأنهم شفعاء عند الله ،


[4218]:بمعنى أخبروني، يطلب مفعولين أحدهما منصوب هو شركاءكم والآخر مشتمل على الاستفهام {ماذا خلقوا} نحو: أرأيت زيدا ما صنع؟! / 12 وجيز.
[4219]:فعبادتهم للأصنام لا عقليه ولا نقلية، لأنه لا عقل لمن يعبد ما لا يخلق جزءا من الأرض ولا له شرك في السماء، ولا نقل؛ لأنه لم يؤت إليهم كتاب فيه أمر بعبادة هؤلاء/ 12 وجيز.