النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا فَهُمۡ عَلَىٰ بَيِّنَتٖ مِّنۡهُۚ بَلۡ إِن يَعِدُ ٱلظَّـٰلِمُونَ بَعۡضُهُم بَعۡضًا إِلَّا غُرُورًا} (40)

قوله عز وجل : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دَونِ اللَّهِ } فيه وجهان :

أحدهما : شركاءكم في الأموال التي جعلتم لهم قسطاً منها< وهي الأوثان>{[2290]} .

الثاني : الذين أشركتموهم في العبادة .

{ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأَرْضِ } قاله السدي يعني في الأرض .

{ أَمْ لَهُمْ شرْكٌ فِي السَّموَاتِ } حتى صاروا شركاء في خلقها .

{ أَمْ َآتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنهُ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أم أنزلنا عليهم كتاباً بأن لله تعالى شركاء من الملائكة والأصنام فهم مستمسكون به ، وهذا قول ابن زياد .

الثاني : أم أنزلنا عليهم كتاباً بأن الله لا يعذبهم على كفرهم فهم واثقون به ، وهو معنى قول الكلبي{[2291]} .

{ بَلْ إن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إلاَّ غُرُوراً } فيه وجهان :

أحدهما : وعدوهم بأن الملائكة يشفعون .

الثاني : وعدوهم بأنهم ينصرون عليهم .


[2290]:من ك
[2291]:لم يذكر الوجه الثالث.