جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ خَٰمِدُونَ} (29)

{ إن كانت } أي : العقوبة { إلا صيحة واحدة } : من جبرائيل{[4241]} بعثه الله فأخذ بعضادتي باب بلدتهم ، فصاح { فإذا هم خامدون } : ميتون كالرماد لم يبق في البلدة روح يتردد في جسد ، واعلم أن بعض السلف وأكثر المتأخرين على أنهم رسل عيسى ، وأسماؤهم يحيى ، ويونس ، وشمعون ، والقرية أنطاكية ، وذكروا أن ملك القرية وأكثر أهلها آمنوا بعد تقويتهما بثالث وظهور معجزاتهم ، ومن بقي على الكفر أهلكوا ، وكلام بعض السلف دال على أنهم رسل الله وأسماؤهم صادق ، وصدوق ، وشكوم ، وهو ظاهر القرآن انظر إلى قوله :{ ما أنتم إلا بشر مثلنا{[4242]} } وأيضا ذكر المؤرخون أن أول مدينة آمنت برسل عيسى هي أنطاكية{[4243]} ، وفي القرآن أن أهل هذه القرية أهلكوا لكفرهم ، وأيضا صرح كثير من السلف في قول الله :{ ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } [ القصص : 43 ] أن الله ما أهلك من الأمم عن آخرهم بالعذاب بعد إنزال التوراة ، بل أمر المؤمنين بقتال المشركين ، فكيف يكون هلاك قرية رسل عيسى ؟والله أعلم .


[4241]:هكذا نقل عن جميع لمفسرين/ 13 منه.
[4242]:فإن هذه شبهة الكفرة مع رسل الله فإنهم يزعمون أنه لا بد أن يكون الرسول ملكا ولا يزعمون ذلك في شأن الرسل فلا تغفل/ 12 منه.
[4243]:ولهذا أنطاكية عند النصارى من أحد المدائن الأربع اللاتي تعظمها، وهي القدس لأنها بلد المسيح وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها، وإسكندرية، ورومية، وأن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبلها والعلم عند الله سبحانه/ 12 وجيز.