جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن رِّزۡقٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (5)

{ واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق } ، أي : المطر ، فإنه سبب الرزق ، { فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح } جنوبا وشمالا وغيرهما ، { آيات لقوم يعقلون{[4559]} } ، في " آيات " قراءتان ، وعلى الوجهين عطف على معمولي عاملين مختلفين ، إلا أن تقول اختلاف عطف على في السماوات ، بتقدير : في لا أنه عطف على السماوات .


[4559]:ذكر في هذه الموضع ثلاثة مقاطع: أولها، يؤمنون، وثانيها: يوقنون، وثالثها: يعقلون، وأظن أن سبب هذا الترتيب أنه قيل: إن كنتم من المؤمنين فافهموا هذه الدلائل، وإن كنتم لستم من المؤمنين، بل أنتم من طلاب الحق واليقين فافهموا هذه الدلائل وإن كنتم لستم من المؤمنين، ولا من الموقنين، فلا أقل من أن تكونوا من زمرة العاقلين، فاجتهدوا في معرفة هذه الدلائل /12 كبير.