لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن رِّزۡقٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (5)

{ واختلاف الليل والنهار } يعني بالظلام والضياء والطول والقصر { وما أنزل الله من السماء من رزق } يعني المطر الذي هو سبب أرزاق العباد { فأحيا به } أي بالمطر { الأرض بعد موتها } أي بعد يبسها { وتصريف الرياح } أي في مهابها فمنها الصبا والدبور والشمال والجنوب ومنها الحارة والباردة وغير ذلك { آيات لقوم يعقلون } .

فإن قلت ما وجه هذا الترتيب في قوله { لآيات للمؤمنين } و{ لقوم يوقنون } { ويعقلون } .

قلت معناه إن المنصفين من العباد إذا نظروا في هذه الدلائل النظر الصحيح علموا أنها مصنوعة وأنه لا بد لها من صانع فآمنوا به وأقروا أنه الإله القادر على كل شيء ، ثم إذا أمعنوا النظر ازدادوا إيقاناً وزال عنهم اللبس فحينئذٍ استحكم علمهم وعدوا في زمرة العقلاء الذين عقلوا عن الله مراده في أسرار كتابه .