فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن رِّزۡقٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (5)

{ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } أي في تعاقبهما أو تفاوتهما في الطول والقصر والظلام والضياء وذهابهما ومجيئهما { وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ } معطوف على اختلاف والرزق المطر ؛لأنه سبب لكل ما يرزق الله العباد به { فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } إيحاء الأرض إخراج نباتها ، وموتها خلوها عن النبات ويبسها .

{ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ } في مهابها أي أنها تهب تارة من جهة وتارة من أخرى ، وتارة تكون حارة وتارة تكون باردة ، وتارة نافعة وتارة ضارة ، والرياح أربعة بحسب جهات الأفق { آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } مراد الله سبحانه في كتابه ، ويفهمون الدليل فيؤمنون .