جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ} (31)

{ فبأي آلاء ربكما تكذبان سنفرغ لكم } ، تهديد وليس المراد الفراغ عن شغل فإنه تعالى لا يشغله شأن عن شأن ، فهو مجاز كأنه فرغ من كل شيء ، فلم يبق له شغل غيره فيدل على التوفر في النكاية ، والانتقام أو لما وعد أهل التقوى ، وأوعد غيرهم قال ، سنقصد لحسابكم ، وجزاءكم ، ذلك يوم القيامة ، { أيها الثقلان{[4844]} } : الإنس ، والجن لثقلهما على الأرض أو لرزانتهما وقدرهما ،


[4844]:اختلف العلماء في الجن هل لهم ثواب على قولين، فقيل: لا ثواب لهم إلا النجاة من النار، ثم يقال لهم كونوا ترابا مثل البهائم، وهو قول أبي حنيفة حكاه ابن حزم، وغيره عنه، والقول الثاني: أنهم يثابون على الطاعة، ويعاقبون على المعاصي، وهو قول ابن أبي ليلى وهو مذهب الأوزاعي، وأبي سيف، ومحمد، ونقل عن الشافعي، وأحمد بن حنبل وهو قول أصحابهما، وأصحاب مالك، وقال ابن عباس: لهم ثواب، وعليهم عقاب وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى:{ولكل درجات مما عملوا}[الأنعام:132] {فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حبطا}[الجن:14-15] واتفقوا على أن كافر الجن معذب في الآخرة واختلفوا في مؤمنيهم هل يدخلون الجنة على أربعة أقوال أحدها أنهم يدخلون الجنة، وعليه جمهور العلماء، وحكاه ابن حزم في الملل عن أبي ليلى، وأبي يوسف، جمهور الناس قال وبه نقول، القول الثاني أنهم لا يدخلونها، بل يكونون في ربضها يريهم الإنس من حيث لا يرونهم، وهذا القول مأثور عن مالك، والشافعي، وأحمد، وأبي يوسف، ومحمد وحكاه ابن تيمية في جواب ابن مرى، وهو خلاف ما حكاه ابن حزم عن أبي يوسف، والقول الثالث: أنهم على الأعراف، الرابع الوقف/12 آكام المرجان في أحكام الجان للعلامة بدر الدين الشبلى- رحمه الله،.