{ سنفرغ لكم أيه الثقلان } هذا وعيد شديد من الله سبحانه ، للجن والإنس ، قال القرطبي : يقال : فرغت من الشغل أفرغ فراغا وفروغا وتفرغت لكذا ، واستفرغت مجهودي في كذا أي بذلته ، قال الزجاج والكسائي وابن الأعرابي وأبو علي الفارسي : إن الفراغ ههنا ليس هو الفراغ من شغل ، لأن الله تعالى ليس له شغل يفرغ منه ، ولا يشغله شأن عن شأن ، ولكن تأويله القصد ، أي سنقصد لحسابكم أو مجازاتكم أو محاسبتكم .
قال الواحدي حاكيا عن المفسرين ومنهم ابن عباس : إن هذا تهديد من الله سبحانه لعباده ومن هذا قول القائل لمن يريد تهديده : إذن أتفرغ لك ، أي أقصد قصدك ، وفرغ يجيء بمعنى قصد ، قال الزجاج : إن الفراغ في اللغة على ضربين أحدهما الفراغ من الشغل والآخر القصد للشيء والإقبال عليه كما هنا ، ويكون الكلام على طريق التمثيل والاستعارة وقد ألم به صاحب المفتاح ونحا إليه الزمخشري وقيل : إن الله سبحانه وعد على التقوى ، وأوعد على المعصية ، ثم قال : سنفرغ لكم مما وعدناكم ، ونوصل كلا إلى ما وعدناه ، وبه قال الحسن ومقاتل وابن زيد .
قرأ الجمهور : سنفرغ بالنون وضم الراء وقرئ بالنون مع فتح الراء ، قال الكسائي : هي لغة تميم ، وقرئ بكسر النون وفتح الراء ، وقرئ بالياء التحتية مفتوحة مع ضم الراء ، أي سيفرغ الله ، وقرئ بضم الياء ؛ وفتح الراء ، وترسم أيه بغير ألف ، وأما في النطق فقرأ أبو عمرو والكسائي أيها بالألف في الوقف ، ووقف الباقون على الرسم أيه بتسكين الهاء ، وفي الوصل قرأ ابن عامر أيه بضم الهاء ، والباقون بفتحها ، وسمي الجن والإنس الثقلين لعظم شأنهما بالنسبة إلى غيرهما من حيوانات الأرض ، وقيل : سموا بذلك لأنهم ثقل على الأرض أحياء وأمواتا كما في قوله : { وأخرجت الأرض أثقالها } وقال جعفر الصادق : سميا ثقلين لأنهما مثقلان بالذنوب ، وقيل : لأنهما أثقلا وأتعبا بالتكاليف ، وجمع في قوله : { لكم } ، ثم قال : { أيه الثقلان } لأنهما فريقان ، وكل فريق جمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.