غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ} (31)

1

وحين بين أن كل زمان مقدر لأجل شأن قال { سنفرغ لكم } قال أهل البيان : هو مستعار من قول الرجل لمن يتهدده " سأفرغ لك " . والمراد تجرد داعيته للإيقاع به من النكاية فيه . والمراد شؤونه ستنتهي إلى شأن الجزاء وقصد المحاسبة . ثم هدد الثقلين بأنهم لا يستطيعون الهرب من أحكامه وأقضيته فيهما . نفذ من الشيء إذا خلص منه كالسهم ينفذ من الرمية . وأقطار السماوات والأرض نواحيهما . واحدها قطر . وهو في الهندسة عبارة عن الخط المنصف للدائرة . والسلطان القوة والغلبة ، أراد أنه لا مفر من حكمه إلا بتسلط تام ولا سلطان فلا مفر . قال الواحدي : أراد أنه لا خلاص من الموت . ويحتمل أن يخص هذا بيوم الجزاء المشار إليه بقوله { سنفرغ لكم } ويؤيده ما روي أن الملائكة تنزل فتحيط بجميع الخلائق فإذا رآهم الجن والإنس هربوا فلا يأتون وجهاً إلا وجدوا الملائكة أحاطت به ، ويعضده قوله عقيبه { يرسل عليكما } الآية .

/خ78