تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ} (31)

تهديد ووعيد

{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ( 31 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 32 ) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ ( 33 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 34 ) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ ( 35 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 36 ) } .

31

المفردات :

سنفرغ لكم أيها الثقلان : سنأخذ في جزائكم فقط أيها الإنس والجان .

التفسير :

31 ، 32- { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ*فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

تحدثت الآيات السابقة عن الحق سبحانه : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } . أي : كل وقت هو في شئون ملكوته التي لا تحصى ولا تعد .

فإذا انتهت الدنيا وقامت القيامة قصد سبحانه إلى حساب الثقلين ، الجن والإنس ، والله سبحانه وتعالى لا يشغله شأن عن شأن .

والمقصود : سنريكم أهوال القيامة ، والحشر والسؤال ، والميزان والصراط . كما تقول لمن هو دونك سأتفرغ لك ، أي سأوجه همتي لمحاسبتك ومعاقبتك .

قال البيضاوي :

أي : سنتجرد لحسابكم وجزائكم يوم القيامة ، وفيه تهديد مستعار من قولك لمن تهدده : سأفرغ لك ، فإن المتجرد للشيء يكون أقوى عليه وأجدَّ فيه .

والثقلان : الجن والإنس ، سُمِّيا بذلك لثقلهما على الأرض .