الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ} (31)

{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ } مستعار من قول الرجل لمن يتهدده : سأفرغ لك ، يريد : سأتجرّد للإيقاع بك من كل ما يشغلني عنك ، حتى لا يكون لي شغل سواه ، والمراد : التوفر على النكاية فيه والانتقام منه ، ويجوز أن يراد : ستنتهي الدنيا وتبلغ آخرها ، وتنتهي عند ذلك شؤون الخلق التي أرادها بقوله : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } فلا يبقى إلا شأن واحد وهو جزاؤكم ، فجعل ذلك فراغاً لهم على طريق المثل ، وقرىء : «سيفرغ لكم » ، أي : الله تعالى ، «وسأفرغ لكم » و«سنفرغ » بالنون ، مفتوحاً مكسوراً وفتح الراء ، و«سيفرَغ » بالياء مفتوحاً ومضموماً مع فتح الراء ، وفي قراءة أبيّ «سنفرغ إليكم » بمعنى : سنقصد إليكم ، والثقلان : الإنس والجن ، سميا بذلك لأنهما ثقلا الأرض .