جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المجادلة مدنية سوى العشر الأول وهي اثنتان وعشرون آية وثلاث ركوعات

بسم الله الرحمن الرحيم

{ قد سمع الله قول التي تجادلك في وزوجها وتشتكي إلى الله{[4934]} والله يسمع تحاوركما } : تراجعكما الكلام { إن الله سميع بصير } نزلت في خولة ، ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت ، وكان الظهار طلاقا ، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " حرمت عليه " فحلفت إنه ما ذكر طلاقا ، فقال : " حرمت عليه " فقالت : أشكوا إلى الله فاقتي ، وجعلت تراجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وترفع رأسها إلى السماء وتشكو إلى الله تعالى{[4935]} .


[4934]:أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي زيد قال: لقي امرأة عمر بن الخطاب يقال لها: خولة، وهو يسير مع الناس، فاستوقفته، فوقف لها، ودنا منها أصغى إليها رأسه، ووضع بيده على منكبيها، حتى قضت حاجتها، وانصرفت فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حسبت رجال قريش على هذه العجوز! قال: ويحك (وتدري من هذه؟ قال: لا، قال: هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، لهذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف حتى إلى الليل، ما انصرفت حتى تقضي حاجتها/ 12 الدر منثور. [قال ابن كثير (4/318): هذا منقطع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب وقد روى من غير هذا الوجه].
[4935]:كما روى البخاري والنسائي وغيرهما.