جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (7)

{ ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة }ما يقع سر{[4940]} ثلاثة نفر وتناجيهم{ إلا هو } أي الله { رابعهم{[4941]} } بالعلم والاستثناء من أعلم الأحوال { ولا خمسة } أي ولا نجوى خمسة { إلا هو سادسهم } ، وتخصيص العددين قيل لخصوص الواقعة ، فإنها نزلت لتناجي المنافقين ، أو لأن أهل النجوى لا يكونون إلا قليلين غالبا من الإثنين إلى ما دون العشرة ، فآثر الثلاثة{[4942]} ليكون قوله { ولا أدنى من ذلك } دالا على الإثنين وهو عدد لا يمكن التناجي بأقل منه ، والخمسة أيضا ليكون { ولا أكثر } دالا على السبعة { ولا أدنى } أقل { من ذلك } كالإثنين { ولا أكثر } كالسبعة ، ولا لنفي الجنس { إلا هو معهم } بالعلم وفي قراءة { ولا أكثر } بالرفع هو عطف على محل من نجوى ، أي ما يكون أدنى ولا أكثر { أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم } .


[4940]:فسر يكون بيقع إشارة إلى أن كان تامة ونجوى فاعل كان ومن زائدة لاستغراق النفي/12 منه.
[4941]:أخرج البيهقي في الأسماء والصفات والضحاك" ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم" قال: هو الله على العرش وعلمه معهم/12 الدر المنثور.
[4942]:إذ لو أثر الأربعة وما فوقها مثلا كان الأدنى الثلاثة دون الاثنين إلا على التوسع ولما أوثرت جيء بالخمسة ليناسب الوترين ولأن الله تعالى وتر يحب الوتر/12 منه.