جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ يَعۡلَمُ سِرَّكُمۡ وَجَهۡرَكُمۡ وَيَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُونَ} (3)

{ وهو الله في السماوات وفي الأرض } : متعلق بالله باعتبار المعنى{[1358]} الوصفي الذي ضمنه اسم الله وهو مقولية هذا الاسم عليه خاصة أو متعلق بقوله : { يعلم } ولا يلزم كون ذاته أو علمه فيهما : بل يكفي كون المعلوم فيهما وهو إما خبر ثان أو حال ، { سرّكم وجهركم ويعلم ما تكسبون } : من خير وشر .


[1358]:لا خفاء في أنه لا يجوز تعلقه بلفظ الله لكونه اسما لا صفة، فالقول أنه متعلق به بهذا التوجيه كأنه قال: وهو الذي يقال له الله فيهما لا يشترك به في هذا الاسم أو كأنه قال: وهو المعبود فيهما كما في قوله: هو حاتم في حيه، أي: جواد والله أعلم هذا ما في المنيهة وفي الفتح (وهو الله) أي: هو المعبود فيهما كقوله: (هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) (الزخرف: 84)، وهو الذي يقال له فيهما، قال ابن عطية: هذا عندي أفضل الأقوال، وأكثرها إحرازا لفصاحة اللفظ، وجزالة المعنى، وقال ابن جرير: هو الله في السماوات ويعلم سركم وجهركم في الأرض، والأول أولى/12.