الآية 3 وقوله تعالى : { وهو الله في السماوات والأرض } هذا ، والله أعلم ، صلة قوله : { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض } فإذا كان خالقهما ، لم يشركه أحد في خلقهما كان إله من في السماوات وإله من في الأرض لم يشركه أحد في ألوهيته ولا ربوبيته .
ويحتمل قوله : { وهو الله في السماوات وفي الأرض } أي إلى الله تدبير ما في السموات وما في الأرض ، وحفظه إليه لأنه هو المتفرد بخلق ذلك كله ، فإليه حفظ ذلك وتدبيره .
وقوله تعالى : { يعلم سركم وجهركم } اختلف فيه : قيل : { يعلم سركم } ما تضمرون في القلوب { وجهركم } ما تنطقون { ويعلم ما تكسبون } من الأفعال التي عملت الجوارح . أخبر أنه يعلم ذلك كله يحصيه{[6904]} ليحاسبهم على ذلك كقوله : { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } [ البقرة : 284 ] أخبر أنه يحاسبهم بما أبدوه وما أخفوه . فعلى ذلك الأول{[6905]} ؛ فيه إخبار أن ذلك كله يحصيه عليهم ، ويحاسبهم في ذلك ليكونوا على حذر من ذلك وخوف .
وقيل : { يعلم سركم } ما خلق فيهم من الأسرار من نحو السمع والبصر وغيرهما لأن البشر لا يعرفون ماهية هذه الأشياء وكيفيتها ، ولا يسرون ذلك كما يرون غيرها من الأشياء ، ولا يعرفون حقائقها . أخبر أنه يعلم ذلك ، وأنتم لا تعلمون .
وقوله تعالى : { وجهركم } أي الظواهر منكم { ويعلم ما تكسبون } من الأفعال والأقوال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.