جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَهُنَّ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا} (12)

{ الله الذي خلق سبع سماوات } أخبر عن عظيم سلطانه ؛ ليكون باعثا على تعظيم ما شرع { ومن الأرض مثلهن } في العدد { يتنزل الأمر بينهن{[5045]} } أي أمر الله وحكمه ، ففي كل أرض من أرضه ، وسماء من سمائه خلق من خلقه ، وقضاء من قضائه { لتعلموا أن الله } علة الخلق { على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما } عن ابن عباس- رضي الله عنه- قال : لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم ، وكفركم تكذيبكم بها .

اللهم علمنا حقائق القرآن آمين .


[5045]:بين السماوات السبع والأرضين السبع والعلم عند الله أن بين كل أرض أي خلق وكيف سماؤها وأما ما نقل عن ابن عباس- رضي الله عنه- من أن في كل أرض آدم كآدم ونوح كنوح ونبي كنبينا فهو من رواية الواقدي الكذاب الواضح للحديث، هذا ما في الوجيز وذكر في الفتح هذا الأثر وقال: أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب: هذا إسناد صحيح وهو شاذ بمرة لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا، قال ابن كثير: هذا وأمثاله إذا لم يصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله انتهى تصحيح الحاكم له ليس بذاك. قال السيوطي: ولم أزل أتعجب من تصحيح الحاكم حتى رأيت البيهقي قال: إسناده صحيح لكن شاذ بمرة. قال الحافظ في الفتح: إسناده صحيح والحاصل أن الأثر المذكور وإن صح فهو موقوف شاذ والشاذ لا يحتج به كما قال الطيي في الخلاصة وغيره، وبسط الكلام على هذا لا يأتي بفائدة يعتد بها ويكفي الاعتقاد بكون السماوات سبعا والأرضين سبعا كما ورد به في الكتاب العزيز والسنة المطهرة، لا ينبغي الخوض في خلقهما وما فيها فإنه شيء استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه لا يحيط به أحد سواه، ولم يكلفنا الله تعالى بالخوض في أمثال هذه المسائل والتفكر فيها والكلام عليها وبالله التوفيق. وحديث أن الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام والعليا منها على ظهر حوت، قد التقى طرفاه في السماء والحوت على صخرة والصخرة بيد ملك والثانية تسجن الريح والثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم... والحديث بطوله وتفصيله قال الذهبي متعقبا الحاكم: هو حديث منكر قال بعض أهل العلم: لا ينبغي لأحد أن يغتر بتصحيح الحاكم للأحاديث حتى ينظر في تعقبات الذهبي له أو كما قال/12 فتح.