{ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء } أي أردتم تطليقهن خصه عليه السلام بالنداء ، وعم الخطاب ؛ لأنه إمام أمته ، فنداؤه نداؤهم ، أو لأن الكلام معه والحكم يعمهم { فطلقوهن لعدتهن{[5032]} } أي : وقتها ، وهو الطهر ، أي : لطهرهن الذي يحصينه من عدتهن ، وعن أكثر السلف أنه الطهر الذي لم يجامعها فيه ، فطلاق السنة أن يطلقها طاهرا من غير جماع في ذلك الطهر ، والبدعي أن يطلقها في الحيض أو في طهر قد جامعها فيه . نزلت{[5033]} حين طلق عليه السلام حفصة فقيل له : " راجعها فإنها صوامة قوامة ، وهي من أزواجك في الجنة " ، وطلق ابن عمر امرأته حائضا فقال{[5034]} عليه السلام : " ليراجعها " وقال : " إذا طهرت فليطلق أو يمسك " وقرأ الآية :{ وأحصوا العدة } اضبطوها ابتداءها وانتهاءها للعلم ببقاء زمن الرجعة ولغير ذلك { واتقوا الله ربكم } في ذلك { لا تخرجوهن من بيوتهن } البيوت التي سكن فيها حتى تنقضي عدتهن { ولا يخرجن } من بيوت كن فيها عند الفراق في مدة العدة فإن خرجت أثمت { إلا أن يأتين بفاحشة مبينة } استثناء من الأول والفاحشة الزنا فإنها تخرج لإقامة الحد أو إلا أن تبذو{[5035]} على أهل الزوج وآذتهم في الكلام والفعال لأنها كالنشوز في إسقاط{[5036]} الحق { وتلك } الأحكام المذكورة { حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } فإنه عرضها للعقاب { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك } أي الطلاق { أمرا } وهو أن يقلب قلبه من الرغبة عنها فيندم يعني أمرنا بعدم إخراجها مدة العدة لأنه ربما يندم ، ومن ذلك ذهب كثير من السلف ومن تابعهم كالإمام أحمد إلى أنه لا يجب السكنى للبائنة وكذا المتوفاة عنها ، وبعض{[5037]} الأحاديث يدل على مذهبه صريحا
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.