الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَهُنَّ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا} (12)

- ثم قال تعالى : ( الله {[68997]} الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن . . )

أي : الله ( الذي ) {[68998]} خلق ذلك ، لا ( ما ) {[68999]} يعبده المشركون من الأوثان والأصنام التي لا تقدر على شيء ، وخلق من الارض مثلهن ( أي ) {[69000]} : سبعا {[69001]} .

وعن ابن عباس أنه قال : في كل أرض من الأرضين السبع {[69002]} نحو ما على هذه الأرض من الخلق {[69003]} . ولذلك قال : ( ومن الارض مثلهن ) لأن في كل سماء خلقا لله .

وعن ابن مسعود أنه [ قال ] {[69004]} خلق الله سبع سماوات ، غِلَظ كل واحدة {[69005]} مسيرة خمسمائة عام ، وبين كل واحدة منهن والأخرى {[69006]} خمسمائة عام {[69007]} ، وفوق السماوات السبع [ الماء ] {[69008]} ، والله – جل ذكره- فوق الماء لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ، والأرض سبع {[69009]} ، بين كل أَرْضَيْن {[69010]} مسيرة خمسمائة عام . وغلظ كل أرض خمسمائة عام {[69011]} .

[ وقال ] {[69012]} مجاهد : هذه الأرض إلى تلك الأرض إلى تلك الأرض مثل الفسطاط ضربته بأرض فلاة . وهذه السماء إلى تلك السماء مثل حلقة رميت {[69013]} ( بها ) {[69014]} في أرض فلاة {[69015]} .

وقال الربيع {[69016]} بن أنس : " السماء أولها موج مكفوف ، والثانية صخرة ، والثالثة حديد ، والرابعة ، نحاس ، والخامسة فضة ، والسادسة ذهب ، والسابعة ياقوتة " {[69017]} .

وقال مجاهد : ( هذا ) {[69018]} البيت الكعبة رابع أربعة عشر بيتا ، في كل سماء بيت ، كل بيت منها[ حذو ] {[69019]} صاحبه {[69020]} ، لو وقع وقع عليه .

وإن هذا الحرم حرم مثله في السموات السبع والأرضين {[69021]} السبع {[69022]} . قال أبو عثمان [ النهدي ] {[69023]} : كنت عند عمر جالسا إذ جاء رجل فقال يا أمير المؤمنين {[69024]} ، إن لي ابنا إذا سجد قال " سبحان ربي {[69025]} الأعلى الأعلى الأعلى ، فيكثر من ذلك ، فلا {[69026]} أدري أي شيء يريد به . قال جئني ( به ) {[69027]} ، فجاء {[69028]} الفتى ، فقال عمر : ماذا يقول أبوك ؟ قال : وما يقول ؟ قال : يقول إنك إذا سجدت أكثرت من سبحان ربي الأعلى الأعلى الأعلى ، قال : يا أمير المؤمنين ، شيء أجراه الله على لساني . قال : وكعب {[69029]} جالس إلى جنبه ، فقال كعب : صدق ، يا أمير المؤمنين . قال عمر : وكيف ذلك ؟ قال كعب : إذا أخبرك ، فإن الله خلق الأرضين سبعا ، ( وجعل {[69030]} غلظ كل أرض خمسمائة عالم ، وما بين كل أرض إلى أرض خمسمائة عام ، وجعل السموات سبعا ) {[69031]} ، وجعل غلظ كل سماء خمسمائة عام ، وما بين كل سماء مثل ذلك {[69032]} ، ولله عز وجل ملائكة يحملون {[69033]} العرش قياما {[69034]} في ماء ، غلظ ذلك الماء غلظ السموات السبع والأرضين {[69035]} السبع ، لا يبلغ ذلك الماء أعناقهم ، فهو عز وجل الأعلى الأعلى الأعلى {[69036]} .

قال ( قتادة ) {[69037]} : خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين ، في كل سماء من سمائه وأرض من أرضه خلق من خلقه ، وأمر من أمره ، وقضاء من قضائه جل ثناؤه .

وذكر قتادة قال : التقى أربعة أملاك من الملائكة بين السماء والأرض ، فقال بعضهم لبعض : من أين[ جئت ] {[69038]} ؟ فقال أحدهم : أرسلني ربي من المشرق وتركته ، ( ثم ) {[69039]} قال الآخر : أرسلني ربي من الأرض السابعة وتركته ، ( ثم ) {[69040]} قال الآخر {[69041]} : أرسلني ربي من المغرب وتركته {[69042]} .

- ثم قال تعالى : ( يتنزل الأمر بينهن . . )[ 12 ] .

أي : يتنزل قضاء الوحي بين السماء السابعة والأرض {[69043]} السابعة . قاله مجاهد {[69044]} .

- ثم قال تعالى : ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير . . . )[ 12 ] .

أي يتنزل قضاء/ الله وأمره بين ذلك كي تعلموا أيها الناس كنه قدرته وسلطانه ، وأنه قادر على كل شيء ، لا يتعذر عليه شيء أراده ، ولا يمتنع عليه شيء شاءه {[69045]} .

- ثم قال تعالى : ( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )[ 12 ] .

أي : ولتعلموا {[69046]} أن الله بكل ( مِنْ ) {[69047]} خلقه محيط علما ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، فخافوه {[69048]} وأطيعوه تنجوا من عقوبته وتدخلوا جنته {[69049]} . وأعاد الاسم بالإظهار ، وقد تقدم إظهاره للتفخيم {[69050]} والتعظيم . و( علما ) نصب [ على التمييز ] {[69051]} . أو ( على ) {[69052]} المصدر {[69053]} ، كأنه قال : علم كل شيء علما .


[68997]:- ساقط من ث.
[68998]:- ساقط من ث.
[68999]:- ساقط من ث.
[69000]:- ساقط من أ.
[69001]:- انظر: المصدر السابق 28/153.
[69002]:- أ: سبعا.
[69003]:- انظر: البيان 28/153, وتفسير ابن كثير 4/411.
[69004]:- زيادة من أ, ث.
[69005]:- أ: غلظ كل سما.
[69006]:- أ: والأخرى منهن.
[69007]:- ث: مائة عام.
[69008]:- م: الا.
[69009]:- أ: سبعا.
[69010]:- أ: أرض.
[69011]:- انظر: جامع البيان 28/153.
[69012]:- م, ث: قال.
[69013]:- ث: رمية( تحريف).
[69014]:- منطمس م: الا.
[69015]:- انظر جامع البيان228/153.
[69016]:- ث: ربيع, والذي في المتن هو الربيع بن أنس البكري البصري ثم الخراساني, روى عن أنس وأبي العالية, وعنه الأعمش وابن المبارك, صدوق, اتهم بالتشيع(ت: 139هـ). انظر تهذيب التهذيب3/238.
[69017]:- ث: ياقوت. وانظر: جامع البيان 28/153-154.
[69018]:- ساقط من أ.
[69019]:- م: خدو. ث: حدو.
[69020]:- ث: صاحبها.
[69021]:- ث: والارضين.
[69022]:- انظر: جامع البيان 28/154.
[69023]:- م: المنهدي( تحريف) والذي في المتن هو عبد الرحمن بن مل, أبو عثمان النهدي, ينسب إلى نهد بن زيد من قضاعة, مشهور بكنيته, ثقة, ثبت عابد(ت:100هـ) انظر: طبقات ابن خياط: 205 وصفة الصفوة3/200 وتهذيب التهذيب 6/277 وطبقات الحفاظ: 25.
[69024]:- ث: المومنون(خطأ).
[69025]:- ث: رب.
[69026]:- أ: ولا.
[69027]:- ساقط من أ.
[69028]:- ث: قال فجاء.
[69029]:- هو أبو إسحاق كعب بن ماتع- بالتاء المثناة فوق- المعروف بكعب الأحبار, تابعي كان من علماء اليهود, أسلم في خلافة أبي بكر, روى عن عمر وصهيب, وعنه جماعة من الصحابة منهم ابن عمر وأبو هريرة.(ت: 32هـ). انظر: صفة الصفوة: 4/203. وتهذيب الأسماء: 2/69.
[69030]:- ث: وخلق.
[69031]:- ساقط من أ.
[69032]:- أ, ث: بين كل سماء إلى سماء خمسمائة عام.
[69033]:- ث: يعملزن.
[69034]:- ث: قائما.
[69035]:- ث: والاضين.
[69036]:- ث: الأعلى الأعلى( مرتين), ولم أقف على هذا القول.
[69037]:- ساقط من ث: وانظر: قوله في جامع البيان 28/153 والمعالم 7/113 والدر 8/210.
[69038]:- م: جنة.
[69039]:- تكررت في ث.
[69040]:- تكررت في ث.
[69041]:- ث: الرابع.
[69042]:- انظر: جامع البيان 21/154.
[69043]:- أ: والأرضون.
[69044]:- انظر: جامع البيان 28/154 وتفسير مجاهد: 664.
[69045]:- انظر: جامع البيان: 28/154 وإعراب النحاس: 4/457.
[69046]:- ث: وليعلموا.
[69047]:- ساقط من أ.
[69048]:- ث: فخوفوه( تحريف).
[69049]:- أ: الجنة. وانظر: جامع البيان: 28/155.
[69050]:- أ: إظهار التفخيم. وانظر: إعراب النحاس:4/457.
[69051]:- م: ث: على التفسير. وفي متن(أ): ونعتا نصب على التفسير" وفي هامشها: وعلما نصب على" التمييز" وانظر: فتح القدير: 5/248.
[69052]:- ساقط من ث.
[69053]:- "على المصدر" هو قول الزجاج في معانيه:5/189.