- ثم قال تعالى : ( الله {[68997]} الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن . . )
أي : الله ( الذي ) {[68998]} خلق ذلك ، لا ( ما ) {[68999]} يعبده المشركون من الأوثان والأصنام التي لا تقدر على شيء ، وخلق من الارض مثلهن ( أي ) {[69000]} : سبعا {[69001]} .
وعن ابن عباس أنه قال : في كل أرض من الأرضين السبع {[69002]} نحو ما على هذه الأرض من الخلق {[69003]} . ولذلك قال : ( ومن الارض مثلهن ) لأن في كل سماء خلقا لله .
وعن ابن مسعود أنه [ قال ] {[69004]} خلق الله سبع سماوات ، غِلَظ كل واحدة {[69005]} مسيرة خمسمائة عام ، وبين كل واحدة منهن والأخرى {[69006]} خمسمائة عام {[69007]} ، وفوق السماوات السبع [ الماء ] {[69008]} ، والله – جل ذكره- فوق الماء لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ، والأرض سبع {[69009]} ، بين كل أَرْضَيْن {[69010]} مسيرة خمسمائة عام . وغلظ كل أرض خمسمائة عام {[69011]} .
[ وقال ] {[69012]} مجاهد : هذه الأرض إلى تلك الأرض إلى تلك الأرض مثل الفسطاط ضربته بأرض فلاة . وهذه السماء إلى تلك السماء مثل حلقة رميت {[69013]} ( بها ) {[69014]} في أرض فلاة {[69015]} .
وقال الربيع {[69016]} بن أنس : " السماء أولها موج مكفوف ، والثانية صخرة ، والثالثة حديد ، والرابعة ، نحاس ، والخامسة فضة ، والسادسة ذهب ، والسابعة ياقوتة " {[69017]} .
وقال مجاهد : ( هذا ) {[69018]} البيت الكعبة رابع أربعة عشر بيتا ، في كل سماء بيت ، كل بيت منها[ حذو ] {[69019]} صاحبه {[69020]} ، لو وقع وقع عليه .
وإن هذا الحرم حرم مثله في السموات السبع والأرضين {[69021]} السبع {[69022]} . قال أبو عثمان [ النهدي ] {[69023]} : كنت عند عمر جالسا إذ جاء رجل فقال يا أمير المؤمنين {[69024]} ، إن لي ابنا إذا سجد قال " سبحان ربي {[69025]} الأعلى الأعلى الأعلى ، فيكثر من ذلك ، فلا {[69026]} أدري أي شيء يريد به . قال جئني ( به ) {[69027]} ، فجاء {[69028]} الفتى ، فقال عمر : ماذا يقول أبوك ؟ قال : وما يقول ؟ قال : يقول إنك إذا سجدت أكثرت من سبحان ربي الأعلى الأعلى الأعلى ، قال : يا أمير المؤمنين ، شيء أجراه الله على لساني . قال : وكعب {[69029]} جالس إلى جنبه ، فقال كعب : صدق ، يا أمير المؤمنين . قال عمر : وكيف ذلك ؟ قال كعب : إذا أخبرك ، فإن الله خلق الأرضين سبعا ، ( وجعل {[69030]} غلظ كل أرض خمسمائة عالم ، وما بين كل أرض إلى أرض خمسمائة عام ، وجعل السموات سبعا ) {[69031]} ، وجعل غلظ كل سماء خمسمائة عام ، وما بين كل سماء مثل ذلك {[69032]} ، ولله عز وجل ملائكة يحملون {[69033]} العرش قياما {[69034]} في ماء ، غلظ ذلك الماء غلظ السموات السبع والأرضين {[69035]} السبع ، لا يبلغ ذلك الماء أعناقهم ، فهو عز وجل الأعلى الأعلى الأعلى {[69036]} .
قال ( قتادة ) {[69037]} : خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين ، في كل سماء من سمائه وأرض من أرضه خلق من خلقه ، وأمر من أمره ، وقضاء من قضائه جل ثناؤه .
وذكر قتادة قال : التقى أربعة أملاك من الملائكة بين السماء والأرض ، فقال بعضهم لبعض : من أين[ جئت ] {[69038]} ؟ فقال أحدهم : أرسلني ربي من المشرق وتركته ، ( ثم ) {[69039]} قال الآخر : أرسلني ربي من الأرض السابعة وتركته ، ( ثم ) {[69040]} قال الآخر {[69041]} : أرسلني ربي من المغرب وتركته {[69042]} .
- ثم قال تعالى : ( يتنزل الأمر بينهن . . )[ 12 ] .
أي : يتنزل قضاء الوحي بين السماء السابعة والأرض {[69043]} السابعة . قاله مجاهد {[69044]} .
- ثم قال تعالى : ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير . . . )[ 12 ] .
أي يتنزل قضاء/ الله وأمره بين ذلك كي تعلموا أيها الناس كنه قدرته وسلطانه ، وأنه قادر على كل شيء ، لا يتعذر عليه شيء أراده ، ولا يمتنع عليه شيء شاءه {[69045]} .
- ثم قال تعالى : ( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )[ 12 ] .
أي : ولتعلموا {[69046]} أن الله بكل ( مِنْ ) {[69047]} خلقه محيط علما ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، فخافوه {[69048]} وأطيعوه تنجوا من عقوبته وتدخلوا جنته {[69049]} . وأعاد الاسم بالإظهار ، وقد تقدم إظهاره للتفخيم {[69050]} والتعظيم . و( علما ) نصب [ على التمييز ] {[69051]} . أو ( على ) {[69052]} المصدر {[69053]} ، كأنه قال : علم كل شيء علما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.