جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَطَّعۡنَٰهُمُ ٱثۡنَتَيۡ عَشۡرَةَ أَسۡبَاطًا أُمَمٗاۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ إِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰهُ قَوۡمُهُۥٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنۢبَجَسَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۚ وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلۡغَمَٰمَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (160)

{ وقطّعناهم } صيرنا بني إسرائيل قطعا وفرقناهم { اثنتي عشرة } مفعول ثان لقطع لأنه متضمن معنى صير أو حال وتأنيثه للحمل على الأمة أو القطعة { أسباطا{[1743]} } تمييز له وهو من الجمع الذي وقع موقع المفرد فإن معناها القبيلة ؛ لأن كل قبيلة أسباط لا سبط أو بدل منه { أُممًا } بدل أو نعت لأسباطا { وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه } في التيه{[1744]} { أن اضرب بعصاك الحجر } جنس الحجر أو حجرا خاصا كان معه كما ذكره في سورة البقرة { فانبجست } أي : فضرب فانفجرت { منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس } كل قبيلة { مشربهم وظللنا عليهم الغمام } لدفع حر الشمس { وأنزلنا عليهم المنّ } شيء كالترنجين { والسلوى } طير كالسماني وقلنا لهم { كلوا من طيبات } مستلذات { ما رزقناكم وما ظلمونا } ما رجع ضر كفران نعمه إلينا { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } يضرون أنفسهم ووبال فعلهم راجع إليهم .


[1743]:والأسباط أولاد الولد يعني اثنا عشر قبيلة من اثني عشر ولدا من أولاد يعقوب ولما ذكر أنهم جماعة كثيرة بيّن نعمته عليهم في مشربهم ومأكلهم فقال وأوحينا/12 وجيز.
[1744]:أمما؛ لأن كل سبط كان جماعة كثيرة العدد وكانوا مختلفي الآراء يؤم بعضهم غير ما يؤمه الآخر؛ وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب قال: افترقت بنو إسرائيل بعد موسى إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة، وافترقت النصارى بعد عيسى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة ولتفترقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة فأما اليهود فإن الله يقول: (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) فهذه التي تنجوا وأما النصارى فإن الله يقول: (منهم أمة مقتصدة) (المائدة: 66)، فهذه التي تنجو وأما نحن فيقول: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) (الأعراف: 181)، فهذه التي تنجو من هذه الأمة وقد قدمنا أن زيادة كلها في النار لم تصح لا مرفوعة ولا موقوفة/12 فتح.