جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَٱكۡتُبۡ لَنَا فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِنَّا هُدۡنَآ إِلَيۡكَۚ قَالَ عَذَابِيٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَآءُۖ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ} (156)

{ واكتُب } أي : أثبت { لنا في هذه الدنيا حسنة } عافية وطاعة { وفي الآخرة } جنة وقربة { إنّا هُدنا } رجعنا وتبنا { إليك قال } الله مجيبا في قوله : ( إن هي إلا فتنتك ) { عذابي أصيب به من أشاء } تعذيبه { ورحمتي وسعت كل شيء } في الدنيا حتى الشجر والحجر { فسأكتبها } فسأوجب رحمتي في الآخرة { للذين يتقون } الكبائر { ويُؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } بما أنزل على مع جميع الأنبياء لا يكفرون بشيء منها قيل لما اختار موسى سبعين{[1733]} قال لهم : أجعل لكم الأرض مسجدا وطهورا وأجعل السكينة في قلوبكم وأجعلكم تقرءون التوراة عن ظهور قلوبكم ؟ فقالوا : لا نريد إلا أن نصلي في الكنائس ولا نستطيع حمل السكينة في القلوب ، ولا أن نقرأ التوراة إلا نظرا قال تعالى : ( فسأكتبها للذين يتقون ) الآية .


[1733]:هذا وإن كان كلام بعض السلف لكن فيه بعد لأنه يلزم رجع الضمير إلى ما لا شعور عليه بوجه فلذلك ذكرناه بصيغة التمريض/12 منه.