تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَقَطَّعۡنَٰهُمُ ٱثۡنَتَيۡ عَشۡرَةَ أَسۡبَاطًا أُمَمٗاۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ إِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰهُ قَوۡمُهُۥٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنۢبَجَسَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۚ وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلۡغَمَٰمَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (160)

{ وقطعناهم } ، يعني فرقناهم ، { اثنتي عشرة أسباطا أمما } ، يعني فرقا ، { وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه } في التيه ، { أن اضرب بعصاك الحجر } ، ففعل وكان من الطور ، { فانبجست } ، يعني فانفجرت من الحجر ، { منه اثنتا عشرة عينا } ماء باردا فراتا رواء بإذن الله ، وكان الحجر خفيفا ، كل سبط من بني إسرائيل لهم عين تجري لا يخالطهم غيرهم فيها ، فذلك قوله : { قد علم كل أناس مشربهم } ، يعني كل سبط مشربهم ، { وظللنا عليهم الغمام } بالنهار ، يعني سحابة بيضاء ليس فيها ماء تقيهم من حر الشمس وهم في التيه ، { وأنزلنا عليهم المن } ، يعني النرنجين ، { والسلوى } طيرا أحمر يشبه السمان ، { كلوا من طيبات } ، يعني من حلال ، { ما رزقناكم } من المن والسلوى ، ولا تطغوا فيه ، يعني لا ترفعوا منه لغد ، فرفعوا وقددوا فدود عليهم ، يقول الله : { وما ظلمونا } ، يعني وما ضرونا ، يعني وما نقصونا حين رفعوا وقددوا ودود عليهم ، { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } ، يعني يضرون وينقصون .