جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (117)

{ لقد{[2101]} تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة } ، أي : في وقت العسرة ، يعني غزوة تبوك ، فإنها في وقت شدة وحر وقلة زاد وماء ومركوب ، { من بعد ما كاد } اسم ما كاد ضمير الشأن ، { يزيغ قلوب فريق منهم } ، تميل عن الحق ، فإن كثيرا منهم هموا بالتخلف ثم عصمهم الله تعالى فلحقوا أو لما نالوا شدائدها من الجوع وغاية العطش والحر كادوا يشكون في دين الإسلام وأما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم – في قوله تعالى : " لقد تاب الله على النبي " معهم فلأنه أذن للمنافقين في التخلف قبل إذن الله تعالى وقال بعض افتتح به الكلام لأنه كان صلى الله عليه وسلم سبب توبتهم فذكره معهم ، { ثم تاب عليهم } ، تكرير للتأكيد ، فإنه لما ذكر ذنبهم أعاد ذكر توبتهم ، { إنه بهم رءوف{[2102]} رحيم } .


[2101]:لما استقصى في شرح أحوال غزوة تبوك وبين أحوال المتخلفين عنا عاد إلى شرح ما بقي من أحكامها ومن بقية تلك الأحكام أنه صدر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - نوع زلة جارية مجرى تلك الأولى وصدر أيضا عن المؤمنين نوع زلة فذكر تعالى أنه تفضل عليهم وتاب عليهم فقال: "لقد تاب الله" الآية/ كبير.
[2102]:ولهذا قبل توبتهم/ وجيز.