جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (118)

{ وعلى الثلاثة } عطف على النبي ، { الذين خلفوا } أي : خلف الله تعالى أمرهم عمن ربط نفسه بالسواري وعمن اعتذر بالأكاذيب قيل : خلفوا{[2103]} عن الغزو ، { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت } ، أي : برحبها{[2104]} ووسعتها وهو مثل لشدة الحيرة فإنهم مهجورون بالكلية في المعاملة والمجالسة والمكالمة ، { وضاقت عليهم أنفسهم } قلوبهم من كثرة الهم ، { وظنوا } علموا ، { أن لا ملجأ من الله } من سخطه ، { إلا إليه } بالتضرع والاستغفار ، { ثم تاب عليهم } وفقهم للتوبة أو رجع عليهم بالرحمة ، { ليتوبوا } أو قبل توبتهم ليتوبوا في المستقبل إن صدر عنهم خطيئة أو تاب عليهم ليرجعوا إلى حالهم ، { إن الله هو التواب الرحيم } يقبل توبة العباد بمحض رحمته وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع العامري وهلاب بن أمية{[2105]} الواقفي .


[2103]:والأول أولى، لأن حتى غايته فلا يحتاج إلى تكلف بخلاف المعنى الثاني/ وجيز.
[2104]:فما مصدرية وهو مثل لشدة الحيرة كأنهم لا يجدون فيها محلا يقرون فيه.
[2105]:وهم من كبار الصحابة واثنان منهم من أهل البدر كما في الصحيحين وليسوا بمنافقين أبدا/ وجيز.