بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (69)

قوله : { كالذين مِن قَبْلِكُمْ } ، يعني : صنيعكم مع نبيكم ، كما صنع الأمم الخالية مع أنبيائهم عليهم السلام وقال الضحاك : يعني : لعن المنافقين ، كما لعن الذين من قبلكم من الأمم الخالية ؛ ويقال : ولهم عذاب دائم { كالذين مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أموالا وأولادا } ، يعني : لم ينفعهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئاً ولا ينفعكم أموالكم ولا أولادكم أيضاً { فاستمتعوا بخلاقهم } ، يعني : فانتفعوا بنصيبهم من الآخرة في الدنيا . { فَاسْتَمْتَعْتُمْ بخلاقكم } ، كما يقول انتفعتم أنتم بنصيبكم من الآخرة في الدنيا ، { كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } من الأمم الخالية ، { بخلاقهم } ؛ أي بنصيبهم { وَخُضْتُمْ } في الباطل ، { كالذي خَاضُواْ } ؛ ويقال : كذبتم الرسول كما كذبوا رسلهم . { أولئك } ، يعني : أهل هذه الصفة حبطت أعمالهم ، { حَبِطَتْ أعمالهم فِي الدنيا والآخرة } يعني : بطل ثواب أعمالهم فلا ثواب لهم لأنها كانت في غير إيمان . { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون } ، يعني : في الآخرة .