المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (123)

تفسير المعاني :

ولله غيب السموات والأرض لا تخفى عليه خافية فيهما وإليه يرجع أمر الخلق كله ، فيرجع لا محالة أمرهم وأمرك إليه ، فاعبده وتوكل عليه ، وما ربك بغافل عما تعملون .

قوله تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } ، يشير إلى ناموس اجتماعي كبير وهو ضرورة الخلاف بين الناس في عقائدهم وعوائدهم وميولهم ليجري كل منهم على شاكلته فيبلغ من ناحيتها أبعد الغايات ، فيصل العالم يسيرا يسيرا إلى كماله المنتظر بالجمع بين هذه المحصولات المادية والمعنوية المتباينة . وهذا من المعجزات العلمية لهذا القرآن نضيفها إلى الكثير مما عرف منها اليوم .