تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (123)

123 { وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ } .

أي : ولله وحده علم ما غاب في السماوات والأرض ؛ فلا يخفى عليه شيء في سركم وجهركم .

بهذه الآية ، نختم هذه السورة ، الحافلة بقصص الأنبياء ، والتعليق المناسب على هذا القصص ، وهذا القصص غيب لم يكن عند الرسول صلى الله عليه وسلم علم به ، وكان أهل الكتاب عندهم علم ببعضه ، لكنه خليط من الصدق والكذب ، أو الواقع والخيال .

ثم إن هذا القصص كان غيبا بالنسبة للعرب ، والذي كان عندهم منه أوهام وظنون ، فقدم القرآن قصصا حقيقيا متكاملا عن رسل الله العظام : نوح ، وهود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وشعيب عليهم السلام .

وفي الآية 49 من سورة هود يقول الحق سبحانه : { تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين } .

إن جميع أنواع الغيب في السماوات والأرض يملكه الله ؛ فهو سبحانه { له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما و ما تحت الثرى * وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى * الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى } . ( طه : 68 ) .

{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ } .

مصائر الأمور كلها راجعة إليه ، من إحياء وإماتة ، وهداية وضلال ، وصحة ومرض ، ونصر وهزيمة ، فخيوط الأمر كلها ترجع إليه ، يدبرها بحكمته ، ويحركها بمشيئته ، ويرسها بإرادته ، وهو اللطيف الخبير .

{ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } .

فأخلص العبادة له ؛ فالعبادة حق له وحده ، والعبادة زاد روحي وسعادة نفسية ، وصفاء ومحبة ومودة بين المخلوق والخالق ، وبعد العبادة يأتي صدق التوكل على الله ؛ فبيده الخلق والأمر . قال تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا } . ( الطلاق : 3 ) .

{ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } .

بل هو سبحانه عالم بجميع أحوال عباده صغيرها وكبيرها ، وسيجازيهم عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر .

قال تعالى : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } . ( الأنعام : 59 ) .

ويقول عز شأنه : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } . ( المجادلة : 7 ) .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وفق الله تعالى لإتمام تفسير سورة هود عشية يوم الثلاثاء 6 محرم 1415 ه الموافق 14 يونيو 1994 بجامعة السلطان قابوس ، بمدينة مسقط سلطنة عمان .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

تم الفراغ من تفسير الجزء الحادي عشر من القرآن الكريم في ضحى يوم الاثنين 19 شعبان 1414 ه /الموافق 31 يناير سنة 1994م . بجامعة السلطان قابوس( كلية التربية والعلوم الإسلامية ) . بسلطنة عمان والله ولي التوفيق .

تخريج أحاديث وهوامش

تفسير القرآن الكريم

( الجزء الحادي عشر )

خرج أحاديثه

الأستاذ

كمال سعيد فهمي

1 محمود شلتوت ، إلى القرآن الكريم ص 77 .

2 تفسير المنارج 12 ، ص 2341 .

3 تفسير الكشاف للزمخشري .

تمت الهوامش وتخريج الأحاديث

بحمد الله وبها تم الجزء( الحادي عشر )

4كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات :

رواه مسلم في القدر( 2653 ) ، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ؛ قال : وعرشه على الماء ) .

5مختصر تفسير ابن كثير : اختصار وتحقيق : محمد على الصابوني 2212 ؛ وهو كلام يحمل مسئولية قائله ، أو هو تفسير خاص بصاحبه .

6سائل مفروز بواسطة الغدد الخاصة بالتناسل ، وهو يحتوي على الحيوانات المنوية .

7 دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ، للمستشرق موريس بوكاي ، الترجمة العربية ، نشر دار المعارف بالقاهرة ص212 .

8 أفش السلام ، وأطعم الطعام :

رواه أحمد في مسنده ( 7873 ) من حديث أبي هريرة قال : قلت : يا رسول الله ، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني ، فأنبئني عن كل شيء ( فقال : كل شيء خلق من ماء ) قال : قلت يا رسول الله ، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة قال : ( أفش السلام ، وأطعم الطعام ، وصل الأرحام ، وقم بالليل والناس نيام ، ثم ادخل الجنة بسلام ) . وأخرجه الحاكم ، وصححه البيهقي في الأسماء والصفات ، وابن نصر في الصلاة ، وابن حبان كذا في الدر المنثور .

9 تفسير المراغي 12/6 .

10 عبارة المنار ؛ أن تفهم الكتابة ، وهي تصحيف عن الكناية .

11 إن المطابقة واضحة بين مفهوم السديم الأولي في العلم الحديث ، والدخان على حسب دلالة القرآن للدلالة على الحالة الغازية الغالبة للمادة التي كونت الكون في هذه المرحلة الأولى ، فلعل كناية القرآن بقوله : { وكان عرشه على الماء } للإشارة إلى الحالة الغازية الغالبة للمادة التي كونت الكون ، أو لعلها كناية عن ملك الله تعالى لأصل الحياة والأحياء .

12 تفسير المنار جزء 12 ص 16 ، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب .

13تفسير المنار جزء ص 18 ، 19 ، بتصرف واختصار .

14في ظلال القرآن ، بقلم الأستاذ : سيد قطب ، المجلد 4 ، جزء 12 ، ص 1858 .

15تفسير النسفي 2 180 .

16لا تصدقوا أهل الكتاب :

رواه البخاري في تفسير القرآن ( 4485 ) ، وفي الاعتصام ( 7362 ) ، وفي التوحيد ( 7542 ) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : { آمنا بالله وما أنزل إلينا . . . الآية } .

17 باب التفسير 8- 297 من فتح الباري .

18 القرآن والتفسير ، للدكتور : عبد الله شحاتة ، ص 251 .

19عمدة التفسير ، عن الحافظ ابن كثير ص 14 .

20 فتح البيان في مقاصد القرآن صديق خان 4/230 ، دار الفكر العربي .

21 فتح البيان ؛ صديق خان 4/32 دار الفكر العربي .

22 تفسير المنار 12/32 .

23 تفسير القرآن الشهير بتفسير المنار 12/44 ، طبعت بالأوفست ( الطبعة الثانية ) دار المعرفة لبنان .

24 تفسير التحرير والتنوير تأليف محمد الطاهر بن عاشور 12/20 ، 21 الدار التونسية للنشر .

25 تفسير المراغي 12/ 14 ، 15 .

26 قارن بتفسير المنار 12/ 233 ، وتفسير التحرير والتنوير 12/22 .

27 تفسير أبي السعود 4/ 193 ، 194 ، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان .

28 إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ :

رواه البخاري ( 1 ، 6689 ، 6953 ) ، ومسلم في كتاب الإمارة حديث رقم ( 3530 ) ، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد حديث رقم ( 1571 ) ، والنسائي في كتاب الطهارة حديث رقم ( 74 ) ، وفي الطلاق حديث رقم ( 3383 ) ، وفي الأيمان والنذور حديث رقم ( 3734 ) ، وأبو داود في كتاب الطلاق حديث رقم ( 1882 ) ، وابن ماجة في كتاب الزهد حديث رقم ( 4217 ) ، وأحمد في مسنده رقم ( 163 ، 283 ) ، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو إلى امرأة ينكحها ؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه . )

29 التفسير المنير د . وهبة الزحيلي 12/39 .

30 التفسير الوسيط د . محمد سيد طنطاوي المجلد السابع سورة هود ص 43 .

31 تفسير أبي السعود 4/195 ، والمراد بالأول : المؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم .

32 والذي نفسي بيده ! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة :

رواه مسلم في الإيمان ( 218 ) ، وأحمد في مسنده ( 7856 ) ، من حديث أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( والذي نفس محمد بيده ! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ؛ إلا كان من أصحاب النار ) .

33 التفسير المنير : 12/42 .

34 يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه :

البخاري في التوحيد ( 7514 ) ، ومسلم في التوبة ( 2768 ) ، وابن ماجة في المقدمة ( 183 ) ، كلهم عن ابن عمر رضي الله عنه .

35 تفسير المنار 12/ 59 دار المعرفة ، بيروت ، لبنان .

36إن الله لا نظر إلى صوركم :

رواه مسلم في البر ( 2564 ) ، وابن ماجة في الزهد ( 4143 ) ، وأحمد في مسنده ( 7768 ) ، من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .

37 المصحف المفسر ، للأستاذ : محمد فريد وجدي ، ص 290 .

38 أمان لأمتي من الغرق :

رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ( 501 ) ، من حديث الحسين بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمان لأمتي من الغرق ؛ إذا ركبوا في السفن أن يقولوا : بسم الله الملك الرحمان { بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم } . { وما قدروا الله حق قدره } . إلى آخر الآية ، وذكره السيوطي في الجامع الصغير ( 1613 ) ، ونسبه لأبي يعلى في مسنده ، وابن السني ، ورمز لضعفه . قال المناوي في فيض القدير : قال بن حجر : وجنادة ضعيف ، وشيخه أضعف منه ، وشيخ شيخه كذلك ، بالاتفاق فيهما ، وطلحة مجهول . انتهى . وفي الميزان يحيى بن العلاء قال أحمد : كذاب يضع الحديث ، ثم ساق له أخبارا هذا منها . وقال الهيثمي في المجمع : رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن مغلس وهو ضعيف . وقال الهيثمي في المجمع : عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أمان أمتي من الغرق ؛ إذا ركبوا السفن أو البحر أن يقولوا : بسم الله الملك { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } ، { بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم } . وقال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير ، وفيه نهشل بن سعيد ، وهو متروك .

39 تفسير أبي السعود 4/209 .

40 تفسير القاسمي نقلا عن الإمام السكاكي في كتابه : المفتاح ، بحث البلاغة والفصاحة ، وانظر تفسير سورة هود للدكتور : محمد سيد طنطاوي ، ص 84 .

41 تفسير القاسمي .

42 التفسير المنير 12/ 87 .

43 تفسير القرطبي .

44 تفسير المراغي للأستاذ : أحمد مصطفى المراغي ، المجلد الرابع ، جزء 12 ص 45 ، وهو كلام حسن .

45 انظر الآلوسي ، وتفسير أبي السعود ، والتفسير المنير ، والتفسير الوسيط للدكتور : محمد سيد طنطاوي .

46 تفسير الكشاف للزمخشري .

47 لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني :

رواه الترمذي في صفة القيامة ( 2613 ) ، من حديث أبي ذر : ( يقول الله عز وجل : يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديت ، فسلوني الهدى أهدكم ، وكلكم فقير إلا من أغنيت ، فسلوني أرزقكم ، وكلكم مذنب إلا من عافيت ، فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي ، ولو أن أولكم وآخرتكم . . . الحديث ) ، وقال : هذا حديث حسن وروى بعضهم هذا الحديث عن شهر بن حوشب عن معد يكرب ، عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . قلت : مداره على شهر بن حوشب ، وفيه مقال . ورواه أحمد من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه : قال : ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ، ابن آدم ، إن تلقني بقراب الأرض خطايا ؛ لقيتك بقرابها مغفرة ، بعد أن لا تشرك بي شيئا ، ابن آدم إنك إن تذنب حتى يبلغ ذنبك عنان السماء ثم تستغفرني أغفر لك ولا أبالي ولفظ أحمد قريب من لفظ حديث الباب قال الهيثمي في المجمع : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : يا ابن آدم ؛ إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ، ولو أتيتني بملء الأرض خطايا لقيتك بملء الأرض مغفرة ما لم تشرك بي ولو بلغت خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك . ثم قال : رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن إسحاق الصيني وقيس بن الربيع وكلاهما مختلف فيه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . قال العجلوني في كشف الخفاء ( 2088 ) : لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم ؛ لتاب الله عليكم . رواه ابن ماجة عن أبي هريرة وسنده جيد . قال المنذري : ويشهد له ما رواه الترمذي وحسنه عن أنس ، والطبراني عن ابن عباس ، و البيهقي عن أبي ذر ، وابن النجار عن أبي هريرة بلفظ : ( قال الله تعالى : يا ابن آدم ؛ إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك . . . الحديث ) . وذكره الهندي في الكنز ( 10436 ) . عن معد يكرب ، ما كان منك ، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا ؛ لقيتك بقرابها مغفرة ، ولو عملت من الخطايا حتى تبلغ عنان السماء ما لم تشرك بي شيئا ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ) .

48 تفسير المراغي 12/61 . ا ه ؛ والله تعالى منزه عن أن يحده زمان أو يحويه مكان فهو سبحانه علة العلل ؛ { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، وما أروع حديث القرآن الكريم عن الموضوع . فقد تحدث بما يتناسب وجلال الله العظيم ، وصفاته ، وألوهيته ، وعدم مشابهته للحوادث .

49 انظر التفسير المنير ، وتفسير ابن كثير ، والتفسير الوسيط للدكتور : محمد سيد طنطاوي .

50 يغفر الله للوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد :

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء ( 3372 ، 3375 ، 3387 ) ، وفي التفسير ( 4694 ) ، ومسلم في الإيمان ( 151 ) ، والترمذي في التفسير ( 3116 ) ، وابن ماجة في الفتن ( 4026 ) ، وأحمد في مسنده ( 8080 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يغفر الله للوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد .

51 إن الله ليملي للظالم ؛ حتى إذا أخذه لم يفلته :

رواه البخاري في التفسير باب : قوله : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } ، ( 4409 ) ومسلم في البر والصلة والآداب ، باب : تحريم الظلم ( 2583 ) وابن ماجة في الفتن باب العقوبات ( 4018 ) عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته ) . قال : ثم قرأ : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } .

52 يغفر الله للوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد :

تقدم ص ( 2244 ) .

53 انظر تفسير القاسمي للآية . وقد نقل كلام الإمام ابن حزم في هذا المعنى .

54 سيكون في آخر أمتي قوم يكتفي رجالهم بالرجال :

ذكره القرطبي في تفسيره .

55 تفسير القاسمي 9/162 .

56 تفسير ابن كثير .

57 تفسير المنار للسيد رشيد رضا 12/145 .

58 مختصر تفسير ابن كثير للأستاذ محمد على الصابوني 2/230 .

59 التفسير الوسيط ، تفسير سورة هود ، للدكتور طنطاوي ، ص 148 .

60 تفسير ابن كثير 2/458 .

61 تفسير ابن كثير 2/458 .

62 إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته :

تقدم ص ( 2246 ) .

63 انظر : تفسير ابن جرير الطبري للآية ، وابن كثير .

64 تفسير سورة هود ، للدكتور محمد سيد طنطاوي ص 169 ، نقلا عن تفسير ابن كثير .

65 تفسير ابن كثير 2/460 ، وانظر التفسير المنير 11/153 .

66 لن يدخل أحدا علمه الجنة ، قالوا : ولا أنت :

رواه البخاري في المرضى ( 5673 ) ، ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار ( 2816 ) ، من حديث أبي هريرة قال : سمعت رسول لله صلى الله عليه وسلم : يقول : ( لن يدخل أحد عمله الجنة ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ ! قال : ولا أنا ؛ إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت : إما محسنا ؛ فلعله أن يزداد خيرا ، وإما مسيئا ؛ فلعله أن يستعتب ) .

67 يؤتى بالموت على صورة كبش :

رواه البخاري في تفسير القرآن ( 4730 ) ، والترمذي في تفسير القرآن ( 3056 ) ، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادى مناد : يا أهل الجنة ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، ثم ينادي : يا أهل النار ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه فيذبح ثم يقول : يا أهل الجنة ، خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ، ثم قرأ { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة } ، وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا ، { وهم لا يؤمنون } . ورواه ابن ماجة في الزهد ( 4327 ) ، والدرامي في الرقاق ( 2811 ) وأحمد في مسنده ( 7493 ، 8689 ، 9186 ) ، من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يؤتى بالموت ، بكبش أغبر فيوقف بين الجنة والنار ، فيقال : ( يا أهل الجنة ، فيشرئبون وينظرون ، ويقال : يا أهل النار ، فيشرئبون وينظرون ، ويرون أن قد جاء الفرج فيذبح ويقال : خلود لا موت ) .

68 ينادي مناد : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا :

رواه مسلم في الجنة ( 2837 ) ، والترمذي في التفسير ( 3246 ) ، والدارمي في الرقاق( 2834 ) ، وأحمد في مسنده ( 8059 ) ، من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا ، فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا ، فلا تيأسوا أبدا ، فذلك قوله عز وجل : { ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } .

69 شيبتني هود .

70 قل آمنت بالله ثم استقم :

رواه مسلم في الإيمان ( 38 ) ، والترمذي في الزهد ( 3410 ) ، وابن ماجة في الفتن ( 3972 ) ، وأحمد في مسنده ، حديث رقم ( 14991 ، 14992 ، 14993 ، 18938 ) ، والدارمي في الرقاق ( 2710 ، 2711 ) ، من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .

71 بشروا ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا :

رواه البخاري في العلم ( 69 ) ، من حديث أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ، رواه مسلم في الجهاد ( 1732 ) وأبو داود في الأدب ( 4835 ) وأحمد في مسنده ( 27681 ) ، من حديث أبي موسى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحد من أصحابه في بعض أمره قال : ( بشروا ولا تنفروا ويسروا وتعسروا ) . ورواه البخاري في الأدب ( 6124 ) ، وفي المغازي ( 4341 ، 4342 ) ، ومسلم في الأشربة ( 1733 ) ، وأحمد في مسنده ( 19200 ) ، من حديث أبي موسى قال ، لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل قال لهما : ( يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا ) ، قال : أبو موسى : يا رسول الله ، إنا بأرض يصنع فيها شراب من العسل يقال له : البتع ، وشراب من الشعير يقال له : المزر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر حرام ) .

72 لن يشاد الدين أحد إلا غلبه :

رواه البخاري في الإيمان ( 39 ) ، والنسائي في الصلاة ( 5034 ) ، من حديث أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) .

73 كان صلاته قصدا وخطبته قصدا :

رواه مسلم في الجمعة ( 866 ) وأبو داود في الصلاة ( 1101 ) والترمذي في الجمعة ( 507 ) ، والنسائي في الجمعة ( 1418 ) وفي العيدين ( 1582 ) ، وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 1106 ) ، و الدارمي في الصلاة ( 1557 ) ، وأحمد في مسنده ( 20372 ) من حديث جابر بن سمرة قال : كنت أصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا .

74 التفسير المنير أ . د . وهبة الزحيلي 12/169 .

75 زبدة التفسير من فتح القدير للشوكاني ص 301 .

76 اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات :

رواه مسلم في البر ( 2578 ) ، من حديث أبي هريرة . وأحمد ( 6171 ، 5629 ) ، من حديث ابن عمر رضي الله عنه .

77 يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي :

رواه مسلم في البر والصلة والآداب ( 2577 ) و الترمذي في صفة الجنة ( 2525 ) ، وابن ماجة في الصيام ( 1752 ) ، وأحمد ( 5/154 ، 160 ، 177 ) ، وعبد الرزاق ح ( 2072 ) ، من حديث أبي ذر .

78 ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر :

رواه الترمذي في صفة الجنة ( 2525 ) وفي الدعوات ( 3598 ) ، وابن ماجة في الصيام ( 1752 ) ، وأحمد في مسنده ( 7983 ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم ؛ يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب : وعزتي ! لأنصرنك ولو بعد حين ) .

79 ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ :

رواه أحمد في مسنده ( 2 ، 48 ، 59 ) ، وأبو داود في الصلاة ( 1521 ) ، والترمذي في الصلاة ( 406 ) ، وفي التفسير ( 3006 ) ، وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 1395 ) من حديث على رضي الله عنه قال : كنت إذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله تعالى لذلك الذنب ؛ إلا غفر له ، وقرأ هاتين الآيتين : { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } ، { والذين فعلوا الفاحشة أو ظلموا أنفسهم . . . الآية } .

80 اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة :

رواه الترمذي في البر ( 1987 ) ، والدارمي في الرقاق ( 2791 ) ، وأحمد في مسنده ( 20874 ) ، من حديث أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وذكره بإسناده من حديث معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقال : قال : محمود . والصحيح حديث أبي ذر . رواه أحمد في مسنده ( 21554 ) ، من حديث معاذ أنه قال : يا رسول الله ، أوصني ، قال : ( اتق الله حيثما كنت ) ، أو أينما كنت ، قال : زدني ، قال : ( أتبع السيئة الحسنة تمحها ) ، قال : ( خالق الناس بخلق حسن ) .

81 أن رجلا أصاب من امرأة قبلة :

رواه البخاري في مواقيت الصلاة ( 526 ) ، وفي التفسير ( 4687 ) ، ومسلم في التوبة ( 2763 ) ، والترمذي في التفسير ( 3112 ، 3114 ) ، وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 1398 ) ، وفي الزهد ( 4252 ) ، وأحمد في مسنده ( 3644 ) ، من حديث ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأنزل الله عز وجل { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات } ، فقال الرجل : يا رسول الله ، ألى هذا ، قال ( لجميع أمتي كلهم ) .

82 انظر : التفسير القرآني للقرآن ، المجلد الثالث 1213 ، وقد نقل كلاما مناسبا عن الجاحظ ، خلاصته : أن تفرق الناس بين مهمل ، ومجد ومتوسط ، من أسباب إعمار الكون وتناسق أهله .

83 السقط : رديء المتاع .

84 قط : بمعنى : حسب ، وهو الاكتفاء . والقط : الكتاب والصك بالجائزة ، ومنه قوله تعالى : { عجل لنا قطنا } .

85 والتنوين في قوله تعالى : { وكلا } للعوض عن المضاف إليه ، أي : ( وكل نبأ من أنباء الرسل الكرام السابقين نقصه عليك ونقصه عليك ونخبرك به ؛ فالمقصود به : تثبيت قلبك وتقوية يقينك ) .