المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (17)

تفسير الألفاظ :

{ وآتيناهم بينات من الأمر } أي أدلة في أمر الدين . البينات جمع بينة وهي الدليل . { بغيا بينهم } أي عداوة وحسدا .

تفسير المعاني :

ورزقناهم من طيبات الأغذية وفضلناهم على أقوام زمانهم ، وآتيناهم دلائل من أمر الدين فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ؛ لأن العلم بطبيعته مثير للخلاف ، والدين لا يصح أن يكون محلا للنزاع ؛ لأنه بسيط موافق لبداهة العقل . فلا يجوز خلطه بمسائل العلم فيعتريه ما يعتريها من الشكوك والإشكالات ، وكان ذلك الخلاف منهم عداوة وحسدا بينهم ، إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .