جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (17)

{ وآتيناهم بينات من الأمر } ، أدلة من أمر الدين ، { فما اختلفوا } : في الأمر ، { إلا من بعد ما جاءهم العلم } ، الموجب لزوال الخلاف ، { بغيا } : حسدا أو عداوة { بينهم } ، وعن بعض : معناه آتيناهم أدلة على مبعث محمد عليه السلام ، فما اختلفوا إلا بعد القرآن حسدا ، { إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون{[4567]} }


[4567]:والمراد أنه لا ينبغي أن يغتر المبطل بنعم الدنيا، فإنها وإن ساوت نعم المحق، أو زادت عليها، فإنه سيرى في الآخرة ما يسوءه، وذلك كالزجر لهم، ولما بين تعالى أنهم أعرضوا عن الحق لأجل البغي والحسد، أمر رسوله بأن يعدل عن تلك الطريقة وأن يتمسك بالحق، وأن لا يكون له غرض سوى إظهار الحق وتقرير الصدق، فقال تعالى:{ثم جعلناك على شريعة من الأمر} الآية/12 كبير.