فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (17)

{ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ } أي شرائع واضحات في الحلال والحرام ، أو معجزات ظاهرات ، وقيل : العلم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وشواهد نبوته ، وتعيين مهاجره { فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ } أي فما وقع الاختلاف بينهم في ذلك الأمر إلا بعد مجيء العلم إليهم ببيانه ، وإيضاح معناه ، فجعلوا ما يوجب زوال الخلاف موجبا لثبوته ، وقيل المراد بالعلم يوشع بن نون فإنه آمن به بعضهم ، وكفر بعضهم ، وقيل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فاختلفوا فيها حسدا و{ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } قيل بغيا من بعضهم على بعض يطلب الرياسة { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من أمر الدين فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته .