أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (17)

شرح الكلمات :

{ إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم } : أي لم يختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

المعنى

و{ آتيناهم بينات } من الأمر أمر الدين تحملها التوراة والإنجيل { فما اختلفوا إلاَّ من بعد ما جاءهم العلم } الإلهي يحمله القرآن ونبيه فاختلفوا فيما كان عندهم من الأنباء عن نبيّ آخر الزمان ونعوته وما سيورثه الله وأمته من الكمال الدنيوي والأخروي ، فحملهم بغي حدث بينهم وهو الحسد على الكفر فكفروا به وكذبوه ، فهذه الآية نظيرها آية البقرة : { فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين } وكقوله في سورة البينة { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة } وهو محمد صلى الله عليه وسلم .

وقوله تعالى : { إن ربك يقضى بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } هذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة ، ومن جهة أخرى إعلام منه تعالى بأنه سيحكم بينهم ويفصل ويؤدي كل واحد ثمرة كسبه من خير وشر في هذه الحياة وذلك يوم القيامة .

/ذ17