بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (17)

{ وآتيناهم بينات مّنَ الأمر } يعني : الحلال والحرام ، وبيان ما كان قبلهم ، ثم اختلفوا بعده . قوله تعالى : { فَمَا اختلفوا } يعني : في الدين { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم } أي : صفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم { بَغْياً بَيْنَهُمْ } يعني : حسداً منهم ، وطلباً للعز والملك . ويقال : اختلفوا في الدين ، فصاروا أحزاباً فيما بينهم ، يلعن بعضهم بعضاً ، ويتبرأ بعضهم من دين بعض .

ثم قال : { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة } يعني : يحكم بينهم { فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } في الكتاب والدين .