إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (17)

{ وآتيناهم بينات منَ الأمر } دلائلَ ظاهرةً في أمرِ الدينِ ومعجزاتٍ قاهرةً . وقال ابنُ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهما هو العلمُ بمبعثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وما بين لهُم من أمرِه وأنَّه يُهاجرُ من تِهامةَ إلى يثربَ ويكونُ أنصارُه أهلَ يثربَ . { فَمَا اختلفوا } في ذلك الأمرِ { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم } بحقيقتِه وحقِّيتهِ فجعلُوا ما يوجبُ زوالَ الخلافِ مُوجباً لرسوخهِ { بَغْياً بَيْنَهُمْ } أي عداوةً وحسداً لا شكاً فيه { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة } بالمُؤاخذةِ والجَزَاءِ { فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من أَمْرِ الدِّينِ .