لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (17)

{ وآتيناهم بينات من الأمر } أي بيان الحلال والحرام ، وقيل العلم ببعث محمد صلى الله عليه وسلم وما بين لهم من أمره { فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم } معناه التعجب من حالهم ، وذلك لأن حصول العلم يوجب ارتفاع الاختلاف ، وهنا صار مجيء العلم سبباً لحصول الاختلاف ، وذلك أنه لم يكن مقصودهم من العلم نفس العلم ، وإنما كان مقصودهم منه طلب الرياسة والتقدم ، ثم إنهم لما علموا عاندوا وأظهروا النزاع والحسد والاختلاف { إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } .