المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ غَضۡبَٰنَ أَسِفٗا قَالَ بِئۡسَمَا خَلَفۡتُمُونِي مِنۢ بَعۡدِيٓۖ أَعَجِلۡتُمۡ أَمۡرَ رَبِّكُمۡۖ وَأَلۡقَى ٱلۡأَلۡوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأۡسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُۥٓ إِلَيۡهِۚ قَالَ ٱبۡنَ أُمَّ إِنَّ ٱلۡقَوۡمَ ٱسۡتَضۡعَفُونِي وَكَادُواْ يَقۡتُلُونَنِي فَلَا تُشۡمِتۡ بِيَ ٱلۡأَعۡدَآءَ وَلَا تَجۡعَلۡنِي مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (150)

تفسير الألفاظ :

{ أسفا } شديد الغضب وقيل حزينا . يقال أسف يأسف أسفا فهو آسف وأسف ، واشتد غضبه أو حزن . { بئسما } أي بئس شيء . { خلفتموني من بعدي } أي قمتم مقامي من بعدي . { أعجلتم أمر ربكم } أي أتركتموه غير تام ؟ كأنه ضمه " عجل " معنى " سبق " فعدى تعديته . وقيل المعنى : أعجلتم وعد ربكم الذي وعدنيه ، وهو الأربعون يوما ، فقدرتم موتي وغيرتم كما تغير الأمم بعد أنبيائها ؟ { ابن أم } أصله يا بن أمي فخففت .

تفسير المعاني :

ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا لهم : بئسما قمتم مقامي من بعدي ، أأدركتكم العجلة فتركتم أمر ربكم غير تام وهو مدة الأربعين يوما فضللتم قبل تمامها ؟ وألقى الألواح من يده وأخذ بشعر رأس أخيه هرون يجره إليه كأنه ظهر له أنه قصر في كفهم . وهرون كان أكبر منه بثلاث سنين . فقال له أخوه : لا تعجل إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ، فلا تفعل بي ما يشمتهم ولا تعدني في عداد الظالمين .