تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ غَضۡبَٰنَ أَسِفٗا قَالَ بِئۡسَمَا خَلَفۡتُمُونِي مِنۢ بَعۡدِيٓۖ أَعَجِلۡتُمۡ أَمۡرَ رَبِّكُمۡۖ وَأَلۡقَى ٱلۡأَلۡوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأۡسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُۥٓ إِلَيۡهِۚ قَالَ ٱبۡنَ أُمَّ إِنَّ ٱلۡقَوۡمَ ٱسۡتَضۡعَفُونِي وَكَادُواْ يَقۡتُلُونَنِي فَلَا تُشۡمِتۡ بِيَ ٱلۡأَعۡدَآءَ وَلَا تَجۡعَلۡنِي مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (150)

{ ولما رجع موسى إلى قومه } يعني من الميقات الذي وعده الله تعالى وكلمه وأعطاه التوراة { غضبان أسفاً } يعني حزيناً { قال بئس ما خلفتموني من بعدي } بئس الفعل فعلتم بعد ذهابي يعني فقمتم مقامي وخلفتموني من بعدي وهذا الخطاب إما أن يكون لعبدة العجل من السامري وأتباعه ، أو يكون الخطاب لهارون ( عليه السلام ) والمؤمنين معه ، بئس ما خلفتموني حيث عبدتم العجل مكان عبادة الله تعالى : { أعجلتم أمر ربكم } وعد ربكم الذي وعدني من الأربعين الليلة ، وروي أن السامري قال لهم حين أخرج لهم العجل وقال لهم : وإلهكم وإله موسى ، إن موسى لم يرجع وأنه قد مات ، وروي أنهم عدّوا عشرين يوماً بلياليها { وألقى الألواح } غضباً على قومه حين عبدوا العجل ، وطرحها لما لحقه من فرط الدهش وشدة الضجر من استماعه حديث العجل غضباً لله وحميَّة لدينه ، وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شديد الغضب لله ، وكان هارون ألين جناباً إلى بني اسرائيل من موسى { وأخذ برأس أخيه } يعني بشعر رأسه { يجره إليه } وذلك لشدة ما ورد عليه من الأمر { قال ابن أم } وكان أخاه من أبيه وأمه { إنّ القوم استضعفوني } يعني حين عبدوا العجل { وكادوا } أي همّوا وقاربوا { فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني } ، الآية ، قيل : لا تجمع الغضب بيني وبينهم ، وقيل : لا تجعلني في زمرتهم