المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَـٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَيۡءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْۚ وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (72)

تفسير الألفاظ :

{ آووا } أي أنزلوا وأسكنوا . يقال آواه يؤاويه إيواء ، أي أنزله دارا وأسكنه إياها . { ولايتهم } الولاية مصدر وليه يليه ، أي ملك أمره وقام به . { وإن استنصروكم } أي طلبوا إليكم أن تنصروهم . { ميثاق } أي عهد جمعه مياثيق ومياثق .

تفسير المعاني :

إن الذين هاجروا أوطانهم وجاهدوا الأعداء بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا ، أولئك بعضهم أولياء بعض في الميراث . وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة والنصرة دون القرابة ، ثم نسخ هذا الحكم بقوله : وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض .

والذين آمنوا وبقوا مع المشركين بمكة ولم يهاجروا على المدينة معكم ، ليس عليكم أن تتولوهم في أمر التوريث حتى يهاجروا . وإن طلبوا إليكم أن تنصروهم على أعدائهم فيجب نصرتهم إلا على قوم بينكم وبينهم معاهدة والله بما تعملون بصير .