قوله : { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهداو } ، إلى قوله : { والله بما تعملون بصير }[ 72 ] .
من فتح " الواو " في : " الوَلاية " {[27941]} جعله مصدر " وَليَ " يقال : هو ولي بيِّن الوَلاَية{[27942]} .
ومن كسر{[27943]} فهو مصدر " والي " {[27944]} ، يقال : هو وال بيّن الوِلاية{[27945]} .
ومعنى الآية : إن الذين صدقوا بمحمد عليه السلام ، وما جاء به ، وهجروا قومهم وعشيرتهم وأرضهم إلى أرض الإسلام ، والهجرة هجرتان : هجرة كانت إلى أرض الحبشة ، وهجرة إلى المدينة ، وهذا إنما كان في أول الإسلام ، ثم انقطع ذلك الآن{[27946]} : لأن الدار كلها دار الإسلام ، { وجاهدوا } ، أي : أتعبوا أنفسهم في حرب أعداء الله ، { والذين آووا ونصروا } ، أي : آووا رسول [ الله ]{[27947]} صلى الله عليه وسلم والمهاجرين معه ونصروهم ، وهم الأنصار ، { أولئك بعضهم أولياء بعض } ، أي : المهاجرون أولياء الأنصار وإخوانهم{[27948]} .
و " الولي " في اللغة : النصير . فاختيار الطبري أن يكون : { أولياء بعض } بمعنى أنصار بعض{[27949]} .
قال ابن عباس : كانت هذه الولاية في الميراث ، فكان المهاجرون والأنصار يرث بعضهم بعضا بالهجرة دون القرابة ، ألا ترى إلى قوله : { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا } ، فكانوا يتوارثون على ذلك حتى نزلت بعده : { وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض }[ 75 ]{[27950]} ، فنسخت مواريث المهاجرين والأنصار بعضهم من بعض{[27951]} .
وكذلك قال مجاهد{[27952]} .
قال قتادة : لبث المسلمون زمانا يتوارثون بالهجرة ، وليس يرث المؤمن الذي لم يهاجر من المؤمن المهاجر شيئا ، وإن كان ذا رحم ، ولا الأعرابي من المهاجر شيئا ، فنسخ ذلك قوله : { وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المومنين والمهاجرين{[27953]} إلا أن تفعلوا إلى أوليائكمعروفا }{[27954]} ، يعني : من أهل الشرك ، يوصون لهم إن أرادوا ،
ولا يتوارث أهل ملتين{[27955]} .
وقال عكرمة والحسن : نسخهما آخر السورة : { وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض }[ 75 ]{[27956]} .
وقوله : { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء }[ 72 ] .
أي : الذين آمنوا بمكة ، ولم يفارقوا دار الكفر ، { ما لكم } .
أيها المهاجرون ، { من ولايتهم } ، أي : نصرهم وميراثهم ، { من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم }[ 72 ] ، هؤلاء الذين آمنوا ولم يهاجروا ، { في الدين } ، أي : على أهل الكفر ، { فعليكم } نصرهم { إلا } أن يستنصروكم { على قوم بينكم وبينهم ميثاق } ، أي عهد وذمة ، فلا تنصروهم عليهم ، { والله بما تعملون بصير }[ 72 ] ، أي : [ بصير ]{[27957]} فيما أمركم به من ولاية بعضكم بعضا{[27958]} .
وقال ابن عباس : { وإن استنصروكم في الدين } ، يعني : الأعراب المسلمين ، فعليكم أن تنصروهم ، { إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق } ، فلا تنصروهم عليهم{[27959]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.