{ آمنوا } : صدقوا الله ورسوله وآمنوا بلقاء الله وصدقوا بوعده ووعيده .
{ وهاجروا } : أي تركوا ديارهم والتحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة .
{ في سبيل الله } : أي من أجل أن يعبد الله ولا يعبد معه غيره وهو الإِسلام .
{ آووا } : أي آووا المهاجرين فضموهم إلى ديارهم ونصروهم على أعدائهم .
{ وإن استنصروكم } : أي طلبوا منكم نصرتهم على أعدائهم .
{ ميثاق } : عهد أي معاهدة سلم وعدم اعتداء .
بمناسبة انتهاء الحديث عن أحداث غزوة بدر الكبرى ذكر تعالى حال المؤمنين في تلك الفترة من الزمن وأنهم مختلفون في الكمال ، فقال وقوله الحق { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم } فهذا صنف : جمع أهله بين الإِيمان والهجرة والجهاد بالمال والنفس ، والصنف الثاني في قوله تعالى { والذين آووا ونصروا } أي آووا الرسول صلى الله عليه وسلم والمهاجرين في ديارهم ونصروهم . فهذان صنفا المهاجرين والأنصار وهما أكمل المؤمنين وأعلاهم درجة ، وسيذكرون في آخر السياق مرة أخرى ليذكر لهم جزاؤهم عند ربهم ، وقوله تعالى فيهم { أولئك بعضهم أولياء بعض } أي في النصرة والموالاة والتوارث إلا أن التوارث نسخ بقوله تعالى في آخر آية من هذا السياق { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } والصنف الثالث من أصناف المؤمنين المذكور في قوله تعالى { والذين آمنوا ولم يهاجروا } أي آمنوا بالله ورسوله والدار الآخرة ثم رضوا بالبقاء بين ظهراني الكافرين فلم يهجروا ديارهم وأموالهم ويلتحقوا بدار الهجرة بالمدينة النبوية ، فهؤلاء الناقصون في إيمانهم بتركهم الهجرة ، يقول تعالى فيهم لرسوله والمؤمنين { مالكم من ولايتهم من شيء } فلا توارث ولا موالاة تقتضي النصرة والمحبة حتى يهاجروا إليكم ويلتحقوا بكم ، ويستثني تعالى حالة خاصة لهم وهي أنهم إذا طلبوا نصرة المؤمنين في دينهم فإن على المؤمنين أن ينصروهم وبشرط أن لا يكون الذي اعتدى عليهم وآذاهم فطلبوا النصرة لأجله أن لا يكون بينه وبين المؤمنين معاهدة سلم وترك الحرب ففي هذه الحال على المؤمنين أن يوفوا بعهدهم ولا يغدروا فينصروا أولئك القاعدين عن الهجرة هذا ما دل عليه قوله تعالى { وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير } ذيل الكلام بهذه الجملة لإِعلام المؤمنين الكاملين كالناقصين بأن الله مطلع على سلوكهم خبير بأعمالهم وأحوالهم فليراقبوه في ذلك حتى لا يخرجوا عن طاعته .
- بيان تفاوت المؤمنين في كمالاتهم وعلو درجاتهم عند ربهم .
- أكمل المؤمنين الذين جمعوا بين الإِيمان والهجرة والجهاد وسبقوا لذلك وهم المهاجرون الأولون والذين جمعوا بين الإِيمان والإِيواء والنصرة والجهاد وهم الأنصار .
- دون ذلك من آمنوا وهاجروا وجاهدوا ولكن بعد صلح الحديبية .
- وأدنى أصناف المؤمنين من آمنوا ولم يهاجروا وهؤلاء على خطر عظيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.