تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَـٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَيۡءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْۚ وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (72)

{ إن الذين آمنوا وهاجروا } إلى " المدينة " يعني : المهاجرين { والذين آووا ونصروا } يعني : الأنصار ؛ أووا المهاجرين ونصروا الله ورسوله { أولئك بعضهم أولياء بعض } يعني : المهاجرين والأنصار .

{ والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء } يعني : في الدين { حتى يهاجروا } قال قتادة : نزلت هذه الآية ؛ فتوارث المسلمون بالهجرة زمانا ، وكان لا يرث الأعرابي المسلم من قريبه المهاجر المسلم شيئا ، ثم نسخ ذلك في سورة الأحزاب ؛ فقال : { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين } [ الأحزاب : 6 ] فخلط الله المسلمين بعضهم ببعض ، وصارت المواريث بالملل .

{ وإن استنصروكم في الدين } يعني : الأعراب { فعليكم النصر } لهم ؛ لحرمة الإسلام . { إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق } يعني : أهل الموادعة والعهد من مشركي العرب . قال قتادة : نهي المسلمون عن نقض ميثاقهم .